هل تتفاوت قيمة دماء المصريين عند النظام؟
أثار تعاطي السلطات المصرية وإعلامها مع قضيتي مقتل مصري في بريطانيا ومصريين آخرين في ليبيا تساؤلات حول القيمة الحقيقية للدم المصري لدى النظام، وأسباب التباين الواسع تجاه القضيتين.
ففي الوقت الذي سارعت فيه الرئاسة ووزارة الخارجية والنيابة إلى إصدار بيانات تطالب السلطات البريطانية بالتحقيق العاجل في مقتل شاب مصري و"معرفة الجناة وتحقيق القصاص العادل"، بدا التعاطي مع مقتل نحو ثلاثين مصريا بليبيا فاترا، حيث اكتفت الخارجية بإعلان متابعتها تطورات الوضع.
وعزا مراقبون هذا التباين إلى أن الاهتمام بمقتل مصري في بريطانيا يأتي في إطار "المكايدة والمزايدة السياسية" في مقابل الضغط الغربي على مصر للكشف عن الجناة الحقيقيين في مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، بينما لا يتوفر هذا الدافع في قضية قتلى ليبيا.
ويرى مراقبون أن موقف النظام السلبي تجاه دماء مصريين سالت سابقا دليل على ما ذهبوا إليه، حيث لم تجد التساؤلات عن الدوافع الحقيقية لمقتل خمسة مصريين على يد قوات أمن بعد التراجع عن اتهامهم بقتل ريجيني إجابة، كما لا تولي السلطات اهتماما باتهامات حقوقيين لها بقتل معارضين بطرق مختلفة.