مستويات غير مسبوقة من الدمار في التراث الثقافي السوريتضرر التراث الثقافي بكل أشكاله في سوريا بصورة غير مسبوقة بالصراع الدائر في البلاد منذ نحو ثلاث سنوات. وتتعاون منظمة اليونسكو مع كل الأطراف المعنية لبذل أقصى ما يمكن لحماية هذا التراث
التفاصيل في التقرير التالي.
تقول منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إن مستويات الدمار اللاحق بالتراث الثقافي السوري بكافة أشكاله بسبب الصراع غير مسبوقة.
"فقدنا مواقع تراثية مهمة للغاية كان بعضها مدرجا في قائمة التراث العالمي أي تحت حماية المجتمع الدولي."
فرانشيسكو باندرين مساعد المديرة العامة لمنظمة اليونسكو لشئون الثقافة تحدث في مؤتمر صحفي في نيويورك عن الخسائر التي تكبدتها سوريا في هذا المجال.
"مدينة حلب والجامع الأموي الشهير حيث دمرت مئذنته قبل عدة أشهر، وسوق حلب، وقصف قلعة الحصن وغيرها من مواقع التراث العالمي."
وبسبب صعوبة التدخل أثناء الصراع لرفع الوعي بين الأطراف المتقاتلة بأهمية الحفاظ على المواقع الأثرية والتراثية، لجأت اليونسكو إلى التدابير الممكنة في ظل الظروف الراهنة في سوريا.
وقال باندرين إنه شكل مجموعة عمل اجتمعت بشكل شهري على مدى العامين الماضيين لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول وضع المواقع التاريخية والمهمة في سوريا.
"الوضع في سوريا، وللأسف، لا يهيمن عليه الصراع فحسب والذي كان مدمرا للغاية للكثير من المواقع التراثية، ولكنه يتسم أيضا بفقدان سيطرة السلطات من الحكومات المحلية والحكومة المركزية."
وبسبب غياب تلك السلطة والسيطرة نشأت ظاهرة خطيرة للغاية بالنسبة لمواقع التراث.
"كانت العواقب نشوء ظاهرة أعتقد أنها خطيرة للغاية بل وقاتلة بالنسبة لمواقع التراث وهي الحفر غير القانوني في المواقع الأثرية."
يعرض ما يطلق عليه الأثريون تعبير (الحفر خلسة) الآثار للتلف ويقوض القيمة العلمية للموقع.
تتعاون منظمة اليونسكو مع مختلف الأطراف سواء داخل سوريا أو خارجها لمحاولة حماية مواقع التراث، ومن بين التدابير المتبعة مكافحة الاتجار بالآثار.
"نحاول أن ندرب ونرفع الوعي المعلوماتي لدى قوات الشرطة وأفراد الجمارك في الدول المجاورة في الأمور المرتبطة بالتجارة غير المشروعة في التراث الثقافي لأن الكثير من المواقع قد تعرضت للنهب."
وقد خصص الاتحاد الأوروبي مبلغ مليونين وخمسمائة ألف يورو لليونسكو لتنفذ مشروعا أوليا سيتم إطلاقه خلال الأشهر المقبلة.
وبموجب المشروع سيعمل فريق من اليونسكو في بيروت في ظل الأوضاع الراهنة على أن ينتقل إلى سوريا عندما تسمح الظروف.
وسيعمل الفريق على جمع المعلومات المتعلقة بالتراث الثقافي، ومحاربة التجارة غير المشروعة، ورفع الوعي في المجتمعين الدولي والمحلي وبين اللاجئين.
وشدد فرانشيسكو باندرين المسئول بمنظمة اليونسكو على ضرورة النظر إلى جهود الحفاظ على التراث الثقافي بأنها جزء من العمليات الإنسانية التي يتركز عليها الاهتمام الدولي في سوريا.