اليونيسف تعمل جاهدة لتلقيح الأطفال في المناطق النائية بتشاد
استقر حوالي 50،000 عائد ولاجئ في منطقة معزولة بجنوب شرق تشاد معروفة باسم تيسي. وتعتبر هذه المنطقة عسكرية، وعازلة ضد اللصوصية العابرة للحدود من السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى. كما أنها منطقة شبه قاحلة، وتدفُقُ عددٍ كبير ومفاجئ يخلق ظروفا لكارثة وبائية.
المزيد في التقرير التالي..
لا يوجد طريق يربط تيسي ببقية تشاد، وتضطر مركبات المساعدات الإنسانية للقيام برحلة برية تستغرق 11 ساعة للوصول إلى المنطقة.
بالإضافة إلى التحدي الجغرافي، تشكل المنطقة شبه القاحلة أرضا خصبة لتفشي الأمراض. وتدفق عدد كبير ومفاجئ من السكان مثل الذي شهدته تيسي السنة الماضية يهيئ الظروف لحدوث كارثة وبائية.
الممرضة الحكومية أنستازي ناغيه، التي تم نقلها إلى كيليه بفضل اتفاق بين اليونيسف والحكومة التشادية، تؤكد على أن التطعيم هو من الأولويات:
"بعض الأمهات يأتين بدون بطاقات تطعيم. يقلن إن بطاقاتهن احترقت. أو إنهن هربن في عجلة من أمرهن، وتركن البطاقات في المنزل. لذلك أنا أتحقق من وجود ندوب لقاحات قديمة. في تشاد، نحن نلقحُ في المنتصف السفلي من الساعد الأيسر. أما هناك، فيلقحون على الجانب الأيمن. إذا، نحدد الندوب ثم نصدر بطاقة لقاحات جديدة."
ونتيجة لذلك، واحد فقط من بين كل خمسة أطفال تشاديين تحت سن 12 شهرا قد حصل على تحصين كامل، كما يشير الدكتور إيساكا صالح، أخصائي بفيروس نقص المناعة البشرية والصحة بمكتب اليونيسيف في مدينة أبيشي:
"إن شرق تشاد هي المنطقة الأقل تغطية بعمليات التحصين. عموما لا يستفيد الأطفال في شرق البلاد من التطعيم مثلما يستفيد الآخرون، وذلك بسبب مشكلة صعوبة الوصول إليهم."
وتعمل اليونيسف مع الحكومة لإيصال المزيد من اللقاحات إلى عدد أكبر من الأطفال في كل ركن من تشاد. وقد تم بالفعل بناء مخزن بارد إقليمي في أبيشي، ويتم حاليا بناء ثلاثة مخازن أخرى إقليمية. وسيتم في نهاية المطاف وصل هذه المخازن بشبكة تربط المقاطعات الاثنتين والسبعين في البلاد، وبقية المراكز الصحية البالغ عددها حوالي ألف مركز.
تييري كوبوا، أخصائي في الشؤون اللوجستية باليونيسيف في تشاد، يشرح كيف تعمل هذه المخازن الباردة:
"حتى في درجات حرارة تتراوح بين 43 و 45 درجة مئوية - في جميع أنحاء الثلاجة، هناك عازل، هناك سائل يحتفظ بالحرارة في الليل ويعيد بثها في النهار على فترات تصل فيها درجات الحرارة إلى 50 درجة، وهذا ما يسمح للقاحات بأن تبقى في نطاق درجتين إلى 8 درجات."
ويوضح كوبوا أن تشاد تواجه العديد من الصعوبات، بما في ذلك موسم الأمطار الذي يجعل بعض المناطق صعبة الوصول لعدة أشهر.
وبالإضافة إلى إدخال هذه التكنولوجيا الجديدة، تهدف مبادرة اليونيسف إلى الوصول إلى المجتمعات النائية على نحو أكثر فعالية وتزويدهم بالمعلومات حول أهمية التطعيم.
فطومة محمد، أم لخمسة أطفال:
"من قبل، لم يكلف الناس نفسهم عناء تطعيم أطفالهم. في هذه الأيام، أصبح الجميع أكثر انفتاحا، وهناك معلومات تبث في الإذاعة والتلفزيون. الجميع يريدون تطعيم أطفالهم."
ويسافر الموظفون الصحيون إلى القرى النائية، حيث يتعاونون مع العاملين في الصحة بالمجتمع لتحصين الأطفال وفحصهم لمعرفة إنْ كانوا يعانون من سوء التغذية، ولتثقيف الناس حول كيفية الوقاية من الأمراض مثل الملاريا والإسهال.