الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسخر تكنولوجياتها لمساعدة الدول في تحسين القطاع الزراعي
مع وصول عدد سكان الكرة الأرضية إلى سبعة مليارات تواجه الدول بأنحاء العالم تحديات كبرى في توفير الغذاء لسكانها مع وجود عوامل كثيرة تهدد الأمن الغذائي منها الاستخدام المفرط للموارد ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة.
تقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية دعمها للدول الأعضاء لمواجهة تلك التحديات من خلال توفير التدريب الضروري لتحسين إدارة التربة والمياه والمحاصيل.
التفاصيل في تقرير ستيف تاتشت من القسم الإعلام بالوكالة في فيينا.
في إطار عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع الدول الأعضاء لتحسين الإنتاجية الزراعية عقدت الوكالة دورة تدريبية استمرت لمدة شهر في معمل إدارة التربة والمياه والمحاصيل التابع لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) والوكالة الدولية للطاقة الذرية قرب فيينا.
شارك في التدريب ستة وعشرون شخصا من إحدى وعشرين دولة من أفريقيا وآسيا.
تدرب المشاركون على مختلف التقنيات النووية والمتعلقة بالنظائر المشعة لزيادة إنتاجية المحاصيل.
وتستعمل النظائر المشعة لقياس استخدام المحاصيل للمياه والمواد المغذية المهمة مثل النيتروجين.
ومن خلال ذلك يمكن للعلماء حساب كمية النيتروجين التي استخدمتها النباتات والكم المهدر منه.
يقول ليونيل مابيت عالم التربة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن تلك المعلومات يمكن أن تستخدم للحفاظ على المواد المغذية في التربة والتحكم في الأملاح في المياه بالمزارع وحساب المحتوى المائي من الأرض.
ويضيف مابيت عن هدف الدورة التدريبية:
"أحد الأهداف الرئيسية كان إثبات أن باستطاعتنا عمل المزيد باستخدام القليل، بما يعني أن علينا تحقيق الاستخدام الأمثل للتربة والمياه. ويمكن للتقنيات النووية أن تكون أدوات مفيدة في المحافظة على تلك الموارد."
ستساعد الدورة التدريبية العلماء والتقنيين في استخدام المعرفة التي اكتسبوها لتحسين إدارة القطاع الزراعي في بلدانهم.
ولكن هو سونغ لي مدير البرنامج المسئول عن التدريب قال إن فوائد تلك الدورة تتعدى ذلك، وأضاف:
"عندما يجتمع عدد من الأفراد معا ويشاركون في تدريب على مدى شهر، فإنهم يكونون صداقات. تتميز آسيا بأنها تضم عددا من الدول المتقدمة ذات الإنتاجية العالية في المجال الزراعي وكذلك تضم بلدانا تعد من الأقل تقدما. الدول المتقدمة يمكن أن تساعد الأقل تطورا، وبذلك تزيد مشاطرة المعلومات وتبادل الخبرات على المستوى الثنائي بين الدول عندما يعود المتدربون إلى بلدانهم."
ويعد التعاون بين الدول هدفا مهما للغاية لبرنامج التدريب.
ويقول دكتور مازن سلمان من فلسطين، أحد المشاركين في البرنامج، إن الجمع بين المتخصصين من مختلف أنحاء العالم يتيح المجال لتبادل الخبرات وبناء شبكات التعاون.
"كانت فرصة ممتازة للتعرف على الأشخاص الآخرين. تواصلت مع زملاء كثيرين من تايلاند وماليزيا، وكانوا مهتمين للغاية بمجال عملي في فلسطين، وقد نتفق على مشاريع تعاون ثنائية مع تلك الدولتين في المستقبل."
تكتسب مثل تلك الدورات التدريبية أهمية كبيرة بالنسبة للدول فيما تواجه مستقبلا يتسم بالتحديات الكبيرة لضمان الأمن الغذائي، وتهدده آثار التغير المناخي وتدهور الأراضي.