في مجلس الأمن حوار حول ضمان عدم تحول الموارد الطبيعية إلى لعنة في أفريقيا
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة حوار حول العلاقة بين الصراعات والموارد الطبيعية التي تستغل في بعض الأحيان لتغذية الحروب والنزاعات الداخلية والإقليمية لتصبح لعنة على المواطنين.
التفاصيل في التقرير التالي.
في سيراليون مول الماس والتجارة غير المشروعة في الأخشاب على مدى سنوات شراء الأسلحة التي وجهت ضد المدنيين، وبدلا من أن تكون موارد وطنهم مصدرا للرخاء تحولت إلى أداة للقتل والذل والمعاناة.
ورغم توقف القتل وتقديم رئيس ليبيريا الأسبق تشارلز تايلور إلى العدالة الدولية إلا أن جراح الحرب هناك لم تشف بعد.
استهل بهذه الكلمات نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون رسالته في جلسة مجلس الأمن الدولي حول الصراعات والصناعات الاستخراجية، وقال إن الموارد تكون في بعض الأحيان لعنة.
"في كثير من الدول فإن ثروة الموارد، مثل الأخشاب والنفط والفحم والماس والمعادن الثمينة، لم تترجم إلى ثروة متكافئة للناس. بدلا من ذلك فإن المجتمعات والأفراد يدفعون ثمنا رهيبا يتمثل في الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان والدمار البيئي. لا يستفيد من هذه الموارد سوى القليل من الأقوياء. إن نتيجة عدم المساواة والظلم هو المرارة وانعدام الثقة والعزلة. هذا هو نذير الصراع، ولعنة الموارد."
ولكن الأمم المتحدة تؤكد أن الإدارة الحكيمة للموارد تجعلها أساسا للتنمية المستدامة والسلام الدائم.
ويؤكد مسئولو المنظمة الدولية أن للقطاع الخاص دورا رئيسيا في ضمان الاستغلال العادل والشفاف والمستدام للموارد الاستخراجية، كما يشددون أيضا على أهمية دور المجتمع المدني والمنظمات الدولية والحكومات الوطنية.
وفي هذا السياق قال يان إلياسون نائب الأمين العام.
"إن منع الصراع المرتبط بالموارد يعني تحديد الآثار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. ويتعين اتخاذ تدابير للتخفيف من العواقب السلبية بالتواصل عن كثب مع المجتمعات المحلية. ويجب توفير عمليات واضحة للتعويض من أجل منع التوتر والنزاعات."
خلال الخمس عشرة سنة الماضية وحدها أشعل التنافس على الحصول على الموارد الطبيعية الحروب والتمرد في عدة دول أفريقية منها سيراليون وليبيريا والكونغو الديمقراطية والسودان وجنوب السودان.
الأمين العام السابق للأمم المتحدة ورئيس لجنة تقدم أفريقيا كوفي عنان شارك في جلسة الحوار بمجلس الأمن الدولي، متحدثا عن دور الموارد الطبيعية في الصراعات الداخلية والإقليمية في أفريقيا.
"إن هذه العلاقة الوثيقة والمتكررة بين الموارد الطبيعية والحرب قاد البعض لوصف اكتشاف واستغلال الموارد الطبيعية في أفريقيا بأنها لعنة. إن مثل هذه الرؤية مبسطة للغاية، فيمكننا أن نجد أمثلة بناءة لدول أفريقية تغذي فيها الموارد الطبيعية نموا مستداما وتحسن الحياة اليومية لمواطنيها. إن الموارد الطبيعية ليست لعنة ولا بركة ولكنها ببساطة مصدر للفرص يمكن استخدامها من أجل الخير ويمكن تضييعها."
وأكد كوفي عنان على أن الإدارة الفعالة والشفافة تعد أولوية لمنع وقوع الصراعات ومحاربة الفساد ولتعزيز التنمية المستدامة.
وقال إن رخاء المجتمعات يتطلب ثلاثة أركان رئيسية وهي التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والسلم والأمن، وسيادة القانون وحقوق الإنسان، مضيفا أن الاستغلال السليم للموارد الطبيعية يمكن أن يساهم في تعزيز جميع تلك الأركان.