ناسور الولادة ما زال يسبب الأذى للكثيرات في البلدان النامية
تحيي البلدان في جميع أنحاء العالم اليوم الدولي الأول من نوعه للقضاء على ناسور الولادة في الثالث والعشرين من أيار/مايو لحشد التأييد ورفع الوعي في مسعى إنهاء هذه الإصابة المدمرة التي يمكن أن تحدث للمرأة أثناء الولادة. المزيد في التقرير التالي.
عندما تكون الخدمات الطبية غير متوفرة للمرأة أثناء الولادة، قد تؤدي إلى مضاعفات عديدة من بينها الإصابة بمرض ناسور الولادة.
والناسور هو واحد من الإصابات الأكثر خطورة عند الولادة، وهو عبارة عن ثقب يحدث في قناة الولادة يسببه تعسر الولادة وطولها ونقص الرعاية الطبية الكافية في الوقت المناسب. وفي معظم الحالات، يولد الطفل ميتا أو يموت في غضون الأسبوع الأول من الحياة، وتعاني الأم من إصابة مدمرة - بالناسور- مما يؤدي إلى تسرب في البول أو البراز.
وكان هذا هو حال إسيتا مولهانغا البالغة من العمر ستة عشر عاما من الموزمبيق:
"كان علي أن ألد في المنزل. وزوجي لم يكن في المنزل لمساعدتي. بعد الولادة، بدأت هذه المشكلة حيث أصبحت غير قادرة على السيطرة على البول."
إسيتا ليست وحدها في معاناتها. وبحسب التقديرات لا يزال مليونان إلى ثلاثة ملايين امرأة وفتاة في العالم النامي يعانين من الناسور. ومع الأسف تظهر أكثر من 50،000 حالة جديدة كل سنة.
بسبب رائحة تسرب البول أو البراز، ينظر إلى المرأة على أنها نجسة، وكثيرا ما يتم تجنبها من قبل أسرتها ومجتمعها المحلي، الأمر الذي يعمق فقرها ويضخم معاناتها.
وبينما تم القضاء تقريبا على ناسور الولادة في الدول الصناعية، غالبا ما تكون ضحاياه من ضمن الفئات الأفقر والأصعب للوصول إليها، الفئات التي تكون فرصها بالحصول على الرعاية الصحية المناسبة محدودة جدا. قضية يعتبرها الدكتور باباتوندي، المدير التنفيذي لصندوق السكان، أعمق من مجرد توفر العلاجات الطبية للنساء والفتيات:
"هذا أمر غير مقبول في عالم اليوم. هذا يتعلق أيضا في رأيي، بقيمة المرأة في مجتمعاتنا وحقيقة أننا لا تستثمر بما فيه الكفاية في فتياتنا ونسائنا."
قبل عشر سنوات، وفي محاولة القضاء على ناسور الولادة، أطلق الصندوق وشركاؤه حملة القضاء على ناسور الولادة من خلال جهد عالمي يرمي إلى تغيير العقود الآجلة للنساء والفتيات عرضة للناسور، وأولئك اللواتي يعانون من هذه الإصابة مدمرة.
ويأمل المدير التنفيذي للصندوق في أن تساهم الفعاليات مثل اليوم الدولي للقضاء على ناسور الولادة والمبادرات مثل الحملة التي يقودها الصندوق للقضاء على الناسور في تحفيز الناس على القيام بالمزيد:
"يود الصندوق من كل فرد يستمع إلى هذه الرسالة، أو الذي يشارك في اليوم الدولي الأول للقضاء على الناسور، للتعهد بالمساهمة في إنهاء الناسور في مجتمعاتهم. إذا فعلنا ذلك، سنضمن أن تحصل كل امرأة حامل على الاهتمام الكافي أو الرعاية الكافية عندما تحتاج إليها. وهذا هو كل ما نحتاج إليه لإنهاء النواسير."
وفي حين أن الجراحة المتخصصة قد تكون قادرة على إصلاح معظم النواسير، في بعض الأحيان قد تكون هناك حاجة إلى أكثر من عملية واحدة للقيام بذلك، كما هو الحال مع إسيتا التي ستخضع لعملية جراحية مرة أخرى لمساعدتها على التعافي والتمتع بمستقبل أكثر إشراقا:
"بعد العلاج، أود أن أنجب أطفالا، وأود أن نراهم يدرسون ليصبحوا أطباء أو معلمين."
إشارة إلى أن صندوق الأمم المتحدة للسكان قد ساعد مباشرة أكثر من 34،000 من النساء والفتيات لتلقي العلاج الجراحي لإصلاح النواسير.