السفير السوري في مجلس الأمن: كفى تلاعبا بالوطن والمتاجرة بمصير سوريا ودماء أبنائها
قال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، إن الأزمة في بلاده كشفت عيوبا خطيرة في منظومة العلاقات الدولية، وكذلك في آليات تطبيق مبادئ القانون الدولي وأحكام الميثاق، حيث يتم التعامل مع كل التحديات والمخاطر التي تواجهها سوريا بازدواجية في المعايير لا سابق لها، وبنوع من النفاق السياسي الفاضح.
وتحدث الجعفري في جلسة مجلس الأمن صباح الخميس، عن الإرهاب الأعمى الذي يضرب البلاد ويجد مناصرين متحمسين له، يعملون على شرعنته إعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا، كمن يعترفون به كجزء من الحراك في البلاد، في الوقت الذين يحاربونه في جزء آخر من العالم مثل مالي ومنطقة الساحل الأفريقي:
" نقول اليوم إنه لا يوجد بعد اليوم عذر لأي حكومة غربية يبرر تجاهلها لعبور إرهابيين من مواطنيها الحدودالدولية وصولا إلى سوريا للإمعان في سفك الدم السورية. لن يغفر الشعب السوري بعد اليوم تسهيل تنقل آلافالإرهابيين والجهاديين الأوروبيين والغربيين، برعاية أجهزة استخبارات معروفة عبر حدود العشرات من الدولمن أستراليا إلى الولايات المتحدة الأميركية وصولا إلى الحدود التركية واللبنانية والأردنية مع سوريا، حيث يتمإيواؤهم في معسكرات تدريب ليدخلوا بعدها بلادي ويعيثوا فيها فسادا ودمارا وتخريبا ويسفكوا الدماء البريئةفيها. ناهيك عن شراكة إسرائيل مع المجموعات الإرهابية السلفية التكفيرية والسماح لمسلحي هذه المجموعاتبعبور خط الفصل في الجولان المحتل لا بل وعلاج جرحاهم في المشافي الإسرائيلية"
وأشار بشار الجعفري إلى الحصار الاقتصادي الذي يخنق مقدرات البلاد وينال من الظروف المعيشية لشعبها في الوقت الذي يناقش فيه الاتحاد الأوروبي شراء النفط السوري من مجموعات الإرهاب التي سطت على بعض من آبار النفط.
وأكد السفير السوري أن بلاده لن تسمح بتمرير سايكس بيكو ثانية على حساب شعوب المنطقة، وستكون الحلقة الأقوى التي ستواجه كل محاولة لفرض أي واقع جديد غريب عن المنطقة وعن شعوبها التي عاشت وتناغمت وتآلفت مع بعضها البعض على مدى قرون من الزمن، وأضاف:
"أود أن أقول كفى كفى. بعد عامين من المتاجرة بمصير سوريا ودماء أبنائها، يجب العمل بشكل جدي علىمساعدة بلادي شعبا وحكومة للمضي قدما في طريق الحل السياسي الذي أقرته الأمم المتحدة بقراريها 2042و2043 لعام 2012، والذي أقره أيضا بيان جنيف، هذا الحل السياسي الذي تصر حكومتي على تطبيقه منخلال حوار وطني شامل، بقيادة سورية يكون فيه جميع أبناء سوريا ممثلين، وصوتهم مسموعا داخليا وإقليمياودوليا، صوتهم الذي سيقول للعالم أجمع، كفى كفى كفى تلاعبا بوطن لم يمد أبناؤه في حياتهم إلا يد الخيروالمحبة لجميع مواطني العالم."