التركي خيرالدين كاراجا يدعو الناس إلى التفريق بين الغابات والأرض المعاد تشجيرها
"حتى أن الأمم المتحدة تخلط بين الغابات والأرض المعاد تشجيرها".
هذا ما قاله التركي خيرالدين كاراجا خلال حوار إذاعي أجرته معه الزميلة مي يعقوب على هامش منتدى الغابات في اسطنبول. في التقرير التالي مزيد من التفاصيل حول ما يقوم به خيرالدين لحماية النظم الإيكولوجية للغابات.
بنى التركي خيرالدين كاراجا خلال حياته العملية مؤسسة تجارية ناجحة تعني بالنسيج. ولكن تلك المؤسسة الناجحة لم تكن لتثنه عن الرجوع إلى أحضان حبه الأول.. الطبيعة.
وفي 1970 وبعد أن سافر خيرالدين عبر أنحاء تركيا أصبح يشعر بقلق بالغ إزاء التدهور البيئي الذي رآه، خاصة تآكل التربة. وأدرك أنه لا يستطيع البقاء مكتوف اليدين وبدأ بتوثيق الوضع وتحذير السلطات وعامة الشعب حول التهديدات التي تواجه البيئة الطبيعية في تركيا.
خيرالدين يبلغ الآن من العمر اثنين وتسعين عاما، وقد ترك كل أعماله التجارية لابنه البكر، ليتفرغ إلى مهمته الجديدة. وردا على سؤال حول ما الذي يقوم به لرفع التوعية حيال أهمية الغابات، قال خيرالدين في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة:
"أولا وقبل كل شيء أحاول تعريف الناس على ماهية الغابات. فالغابات ليست مجموعة من الأشجار. من المهم عدم خلط بين "الغابات" و"الأرض المعاد تشجيرها". لسوء الحظ، هناك سوء فهم حول هذا الأمر. وأنا أسعى جاهدا لإظهار وتعليم الفرق. الغابات هي نظام بيئي إيكولوجي، لديه نباتاته وحيواناته (flora and fauna ) وينبغي أن نفهم ذلك. للأسف حتى الأمم المتحدة تخطئ في هذه المسألة! فقد اطلعت على بعض الكتيبات حيث أشارت فيها الأمم المتحدة فيها إلى أن الغابات هي مجموعة متكاملة من الأشجار، وهذا خطأ."
وفي عام 1980، أنشأ خيرالدين مشتلا على أرضه في يالوا، وهو يضم الآن أكثر من 14،000 نوع وسلالة من الأشجار وحوالي ثلاثة آلاف وثمانمائة نبتة عشبية معمرة. وأصبح مشتل كاراجا أرضا خصبة لإيواء الأنواع النباتية المهددة بالانقراض في تركيا وهو مفتوح لجميع الناس. وعن بعض النصائح حول كيفية التعامل مع الغابات، أجاب خيرالدين:
"أولا لا ينبغي أن نزرع الأشجار في الغابات. لا يجب أن ندخل إلى الغابات، ولا ينبغي أن نجدد الغابات، لا ينبغي أن نبني الطرقات داخل الغابات. والشيء الثاني المتعلق بالغابات هو حريق الغابات. إذا حدث حريق في الغابة، يجب ألا نسرع لإعادة تشجير تلك المنطقة، يجب علينا أن نتذكر أن حريق الغابات هو الحالة الطبيعية التي تسير عليها الأمور في كثير من الأنظمة الإيكولوجية وأنها مفيدة لتجديد الغابات واستعادة التوازن البيئي."
وفي عام 1992، أسس خيرالدين جنبا إلى جنب مع نِهاد Gökyiğit، مؤسسة "تيما" TEMA لرفع الوعي العام بالمشاكل البيئية - وعلى وجه التحديد حيال تآكل التربة، وإزالة الغابات، وفقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ.
خيرالدين كان من بين المكرمين في المنتدى العاشر للغابات. وبهذه المناسبة وجه رسالة إلى الناس في جميع أنحاء العالم قال فيها:
"يجب علينا حماية الغابات التي تعتبر النظم الإيكولوجية الطبيعية، للأسف الجميع يفعل العكس... أنا أقول دائما لنكون قادرين على العيش، ينبغي أن ندع الآخرين يعيشون..."
من اسطنبول، كانت معكم مي يعقوب.