ندوة رفيعة المستوى بمقر الأمم المتحدة حول المسئولية المشتركة والتضامن الدولي لمواجهة مرض الإيدز
عقدت ندوة رفيعة المستوى بمقر الأمم المتحدة بنيويورك حول المسئولية المشتركة والتضامن الدولي لمحاربة مرض الإيدز، شارك فيها الرئيس التونسي ووزيرة الخارجية الأميركية. التفاصيل في التقرير التالي.
على هامش أعمال المداولات العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة تعقد فعاليات عدة تستغل وجود هذا العدد الكبير من رؤساء الدول والحكومات وكبار المسئولين للتباحث في قضايا أخرى قد تكون بعيدة عن السياسة مثل الصحة والاقتصاد.
إحدى تلك الفعاليات حملت عنوان المسئولية المشتركة والتضامن الدولي لمحاربة مرض الإيدز.
أكد فيها الرئيس التونسي منصف المرزوقي أن بلاده ملتزمة بالجهود الدولية والأفريقية لمواجهة المرض، وتحدث عن هدفين أساسيين لتلك الجهود.
"الهدف هو أن يكون ثمانون في المائة من الأدوية في أفريقيا مصنوعة في القارة، والصناعة التونسية ستسهم في ذلك، يجب أن تتكاتف الجهود لتحقيق ذلك. الهدف الثاني، وهنا أتحدث ليس كرئيس للجمهورية ولكن كرئيس رابطة حقوق الإنسان سابقا، أن تكون ثمانون في المائة من الأدوية تحت ذمة كل الناس، لأن حتى الآن المشكلة الأخرى هي سوء التوزيع وأن من يحصلون على تلك الأدوية ليسوا الأضعف أو الأفقر."
وأكد الرئيس التونسي على ضرورة أن تكون أفريقيا مصدرا للعلم وليس فقط مصدرا للطلب، كي تتمكن من تصنيع عقاقير الإيدز بدلا من اعتمادها على الاستيراد.
وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أشارت إلى الهدف الطموح الذي يعمل الجميع من أجل تحقيقه وهو القضاء على جميع الإصابات الجديدة بالإيدز لتخلو الأجيال القادمة من تلك الإصابات.
وقالت إن الهدف طموح ولكنه ممكن التحقيق بسبب الجهود الحثيثة من مختلف الأطراف، وبفضل الاستثمارات التي تقدمها الولايات المتحدة وشركاؤها على مدى عقود لفهم طبيعة المرض وعلاجه والوقاية منه.
"ولكن هناك سبب آخر يجعلنا نرى إمكانية خلو الأجيال القادمة من الإيدز وهو وفاء الدول بمسئولياتها في رعاية مواطنيها، لأننا إذا أردنا الانتصار في الحرب ضد الإيدز فإن المجتمعات الأكثر تضررا يجب أن تقود المسيرة."
وفي الندوة قال ميشيل سيدي بيه المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك للإيدز إن المسئولية المشتركة والتضامن الدولي يعنيان الانتقال من تقديم الإحسان إلى الملكية.
"إن هذين المبدأين يتعلقان بالانتقال من عدم الشفافية إلى المساءلة المتبادلة، ومن التهميش إلى منح الأولوية للبرامج الوطنية، ومن التمويل غير المعلوم الذي لا يمكن التنبؤ به إلى تخصيص موارد طويلة الأمد ومستدامة، وأخيرا يعني التضامن الدولي والمسئولية المشتركة الانتقال إلى نظام حكم جديد جامع يقدم النتائج للناس وينهي هذا الوباء."
وتأكيدا لأهمية التعاون وتضافر الجهود الدولية لمواجهة الإيدز على مختلف الأصعدة، عقدت بمقر الأمم المتحدة ندوة أخرى رفيعة المستوى حول العلاقة بين الإيدز والأمن.
حذر فيها عدد من كبار المسئولين الدوليين من أن عدم الاستقرار الأمني يوفر بيئة خصبة لانتشار الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أتش أي في.
وأشاروا إلى أن العنف الجنسي يستخدم، في كثير من الأحيان، كأداة في الحروب بما يسهم في انتشار فيروس نقص المناعة البشرية.
وتساعد برامج الإيدز في التعامل مع العنف القائم على نوع الجنس والعنف الجنسي، وفي زيادة الوعي بالآثار الضارة للوصم والتمييز، وتعزيز إدماج حماية حقوق الإنسان في أطر العمل القانونية والسياسية الوطنية.