مراقبو الأمم المتحدة يدخلون التريمسة ويؤكدون استخدام المدفعية وقذائف الهاون والأسلحة الصغيرة في العملية التي جرت بها
عاد مراقبو الأمم المتحدة في سوريا إلى قرية التريمسة يوم الأحد لجمع مزيد من المعلومات حول العملية العسكرية التي دارت بها في الثاني عشر من تموز/يوليو.
دورية المراقبين التي تألفت من خبراء مدنيين وعسكريين متخصصين، والتي دخلت القرية، لاحظت وجود أكثر من خمسين منزلا محترقا ومدمرا، أو مدمرا، كما لاحظت بركا من الدماء وأشلاء في عدد من المنازل. وقال أحد المراقبين:
"دخلنا قرية التريمسة، وتفقدنا بعض المباني المدمرة، وبعض آثار الحرائق من إطلاق النار الذي حدث قبل يومين. حتى الآن رأينا عددا من المباني المحترقة، والعديد من بقايا القذائف والرصاص وغيرها".
ووفقا للروايات التي استمع إليها فريق الأمم المتحدة من سبعة وعشرين قرويا محليا التقى بهم، فقد بدأ الهجوم على التريمسة في الخامسة من صباح يوم الخميس، الثاني عشر من تموز/يوليو، بقصف للقرية، أعقبته عمليات برية.
وذكر القرويون إن الجيش قام بعمليات تفتيش من منزل إلى منزل، وكانوا يسألون عن الرجال وهوياتهم. وزعم القرويون أنه بعد التحقق من هوياتهم، قتل العديد من الرجال، ونقل آخرون خارج القرية. وقال أحد القرويين:
"إخوتي ثلاثة، واحد منشق، والبقية مواطنون عاديون، ليس لهم علاقة. قتلوهم الثلاثة، إعدام ميداني، بعد أن كبلوا أيديهم. أليس هذا حراما؟ وأخذوهم، نريد فقط أن نرى الجثث التي أخذوها معهم. الجيش قتلهم وأحرقهم، وأخذ الجثث معهم".
وبناء على بعض التدمير الذي لوحظ في القرية، وروايات الشهود، يبدو أن الهجوم استهدف المنشقين عن الجيش والناشطين.
كما أكد مراقبو الأمم المتحدة استخدام الأسلحة المباشرة وغير المباشرة، بما في ذلك المدفعية ومدافع الهاون، والأسلحة الصغيرة. وتأكد مقتل أحد قادة الجيش السوري الحر، وهو صالح السباعي. كما قتل طبيب وأطفاله عندما سقطت قذيفة هاون على منزلهم.
ومازال عدد ضحايا أحداث التريمسة غير واضح، وتحاول بعثة الأمم المتحدة للإشراف في سوريا القيام بمزيد من التحقق.
وقد دعت البعثة الحكومة إلى وقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المراكز السكنية، وإلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحد من الخسائر بين المدنيين.
كما تحث البعثة الأطراف على إنهاء العنف، والسعي إلى عملية انتقال بقيادة سورية تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري بشكل حقيقي.