منظمة الصحة العالمية تبدأ اجتماعات جمعيتها الخامسة والستين
في جنيف، افتتحت منظمة الصحة العالمية اجتماعات جمعيتها في دورتها الخامسة والستين. وتمتد هذه الاجتماعات في الفترة ما بين الحادي والعشرين والسادس والعشرين من أيار/مايو الحالي. وستناقش الجمعية في هذه الدورة مجموعة واسعة من الموضوعات. إلى التفاصيل:
النظم والبحوث الصحية، والأهداف الإنمائية للألفية، والوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها، والصحة النفسية والتغذية، والزواج المبكر وحمل المراهقات وصغيرات السن، كلها موضوعات ستتم مناقشتها في اجتماعات جمعية منظمة الصحة العالمية التي بدأت اليوم.
كما ستناقش الجمعية أيضا المسائل المرتبطة بالميزانية والإدارة في المنظمة.
الدكتور مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، أشارت في كلمتها الافتتاحية إلى أن العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، يمكن أن يطلق عليه العصر الذهبي للتنمية الصحية، مضيفة أن الأهداف الإنمائية للألفية قد أوضحت مدى تغيير الإدراك بالصحة، من كونها استنزاف للموارد إلى دافع للتقدم الاجتماعي والاقتصادي. وقالت:
"في هذا العقد الذهبي، وضعت الحكومات، في الدول المانحة والمتلقية، الصحة على رأس أولوياتها. وبلغت الأموال المخصصة للتنمية الصحية أكثر من ثلاثة أضعاف. وقد أعقب ذلك نتائج ملموسة، مع تأثير قوي بشكل خاص على الوفيات الناجمة عن فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، والسل والملاريا وأمراض الطفولة".
وأكدت تشان أن الأهداف الإنمائية للألفية قد أطلقت العنان لأفضل ما لدى الإنسان من براعة وإبداع، مخلفة إرثا من الابتكارات، مشيرة على سبيل المثال إلى التطعيم والأدوية وطرق التشخيص الجديدة، والأساليب الجديدة لتمويل التنمية الصحية.
وقالت مديرة منظمة الصحة العالمية إنها لا تتفق في الرأي مع من يرون أن العقد الذهبي للصحة قد انتهى، مضيفة أنها تؤمن بأن أفضل أيام الصحة مازالت بانتظار العالم.
كما أكدت على أهمية الملكية والقيادة الوطنية لقضايا التنمية الصحية. وقالت إنها تشعر بالتشجيع للمكانة المرتفعة التي تحظى بها الصحة في العديد من الاتحادات الإقليمية والسياسية والاقتصادية والأجهزة الدولية. وأضافت:
"في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، خاطبت أعضاء مجلس الأمن بالأمم المتحدة، ولفت أنظارهم إلى التهديد الذي تشكله الأمراض الناشئة، والتي قد تتحول إلى أوبئة، وطمأنتهم. إذ تستخدم منظمة الصحة العالمية نظام مراقبة الكتروني متطور لجمع المعلومات عن الأمراض في أوقاتها الحقيقية. إننا نادرا ما نفاجأ".
بل إن الدكتور تشان أوضحت أن منظمة الصحة العالمية يمكنها أن تنسق استجابة عالمية في غضون أربع وعشرين ساعة، بفضل شبكة المنظمة العالمية للإنذار والاستجابة لتفشي الأمراض، وبفضل قدرة مكاتب المنظمة على الحصول على التأشيرات، ونقل الإمدادات عبر الجمارك وتنسيق كل خطوة مع وزارات الصحة، الأمر الذي لا يمكن لأية منظمة أخرى القيام به على حد قولها.
وأشارت المديرة العامة إلى أن قيادة منظمة الصحة العالمية تستخلص نتائج كبيرة من الاستثمارات الصغيرة الذكية، مضيفة:
"التطعيم الجديد في أفريقيا ضد الالتهاب السحائي، والذي تم تطويره في مشروع منسق بين منظمة الصحة العالمية وبرنامج لقاحات الأطفال، يجري العمل فيه، مبشرا بإنهاء الأوبئة الموسمية في حزام الالتهاب السحائي في أفريقيا. ومردود ذلك سيكون هائلا. فإن الحالة الواحدة من الالتهاب السحائي تكلف الأسرة ما يعادل دخل ثلاثة أو أربعة أشهر. وضع حملة تطعيم طارئة للسيطرة على الوباء يمكن أن تستوعب نحو خمسة في المائة من ميزانية الدولة الصحية".
وتحدثت تشان أيضا عن جهود المنظمة في إطار مكافحة الأمراض الاستوائية.
كما ذكرت المديرة التنفيذية لمنظمة الصحة العالمية أن المنظمة بعد نشرها تقرير الصحة العالمية لعام 2010 حول تمويل النظام الصحي، قد تقلت اتصالات من أكثر من ستين دولة تطلب دعم المنظمة التقني في خطط الدول للمضى قدما في مجال التغطية الصحية الشاملة.