الأمم المتحدة تحيي اليوم العالمي للملاريا
يحتفل العالم باليوم العالمي للملاريا في الخامس والعشرين من أبريل نيسان الذي خصصته جمعية الصحة العالمية في دورتها الستين في أيار/مايو 2007 ليكون مناسبة للاعتراف بالجهود التي تُبذل على الصعيد العالمي من أجل مكافحة الملاريا بفعالية، وهو أيضاً مناسبة أمام البلدان في الأقاليم المتضرّرة لاستخلاص الدروس من تجارب البلدان الأخرى ودعم بعضها البعض في ما تبذله من جهود.
التفاصيل في سياق التقرير التالي:
إنه اليوم العالمي للملاريا، هذا المرض الخطير الذي يسببه طفيلي خاص يسمى البلازموديوم، يدخل إلى الكريات الحمراء في جسم المريض ويحدث خللا فيها وعلى الرغم من مواصلة تعزيز مكافحته إلا انه لا يزال يحصد أرواح ما لا يقل عن ستمائة وخمسين ألف شخص سنويا.
منظمة الصحة العالمية وشركاؤها يعملون على مكافحة هذا المرض ويشيرون إلى أن الزيادة الكبيرة في التوزيع العالمي للناموسيات وبرامج رش المباني بالمبيدات الحشرية وزيادة الفرص في الحصول على العلاج المضاد ساهم في تقليل الوفيات الناجمة عن المرض.
وعلى الرغم من التراجع في أعداد الوفيات إلا انه لا يزال هناك شوط كبير يجب قطعه حسبما يؤكد الدكتور روبرت نيومان، مدير إدارة الملاريا في منظمة الصحة العالمية، الذي قدر الجهود التي تسهم في إنقاذ أكثر من مليون شخص حول العالم وأضاف:
"عندما ننظر إلى معدلات وفيات الملاريا على الصعيد العالمي، نجد أنها انخفضت بنسبة تتجاوز الخمسة والعشرين بالمائة وإذا ما نظرنا إلى معدلات الوفيات الناجمة عن هذا المرض في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى نجد أنها انخفضت إلى أكثر من الثلث في العقد الماضي، هذا تقدم كبير إنما هناك طريق طويل يجب قطعة، إن المرض يحصد عدد ضحايا يقدر بستمائة وخمسين ألف شخص سنويا، معظم الضحايا من الأطفال وهذه مأساة، خاصة وأننا نعرف الطرق الكفيلة بالوقاية من الملاريا وكيفية العلاج".
يعمل ممثلون عن المجتمع الدولي على بذل جهود كثيفة أهمها كيفية المكافحة والحد من انتشار المرض والعمل على مساعدة المصابين في تخطي أخطاره.
من هؤلاء الأميرة البلجيكية أستريد كريمة الملك ألبير الثاني فهي تشغل منصب الممثلة الخاصة لحملة " القضاء على الملاريا" في منظمة الصحة العالمية، الأميرة قامت مؤخرا بجولة على مراكز أبحاث الملاريا واجتمعت بعدد من المسؤولين الحكوميين وكبار رجال الأعمال، وقالت في رسالتها بمناسبة اليوم الدولي إن هذا المرض يمكن الوقاية منه وهو قابل للعلاج وعلينا محاربته لأن سببه الرئيسي هو الفقر وأضافت:
"بالنسبة لي إنها واحدة من أولوياتي الأساسية، لمساعدة الناس في تلقي العلاج والتخلص من هذا المرض بواسطة أدوات بسيطة وهذه طريقة أخرى لمحاربة الفقر".
الأميرة أستريد أكدت أن هناك حاجة إلى مبلغ ثلاثة مليارات دولار حتى عام 2015 لمكافحة المرض في أفريقيا، حيث تصل نسبة الإصابة إلى تسعين بالمائة.
واحدة من الأهداف الثمانية التي اتفق عليها زعماء العالم في مؤتمر الأمم المتحدة عام 2000 هي القضاء على الملاريا، ووقف انتشاره قبل عام 2015 بما في ذلك الأسباب الرئيسية المسببة له.
منظمة الصحة العالمية أطلقت شعار "اختبار. علاج. ونجاح" وحثت البلدان والجهات المانحة على التحرك نحو وصول الجميع إلى اختبارات التشخيص والعلاج من الملاريا، وبناء نظم مراقبة قوية له، فلنستمع إلى ما قاله الدكتور روبرت نيومان، مدير إدارة الملاريا حول أهمية نظم مراقبة انتشار المرض:
"خلاصة القول: لا يمكننا التغلب على مرض لا نستطيع العثور عليه، والطريقة التي سنتمكن من خلالها اكتشاف وجود المرض هي أنظمة المراقبة."
وفي مؤتمر صحفي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك قال مستشار الأمين العام للأمم المتحدة الخاص المعني بالأهداف الإنمائية للألفية، جيفري ساكس، إن الانخفاض في معدلات وفيات الأطفال كبير جدا، وهذا تقدم مدهش،مشيرا إلى أن تمويل الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز ، والسل والملاريا، كان من حيث الجوهر قوة الدفع لتحقيق هدف "صفر وفيات بحلول عام 2015" ويضيف ساكس :
" الناموسيات قد تساهم في اختصار الطريق وكذلك الأمر بالنسبة للأدوية ولكن إذا لم يكن هناك نظام سليم لا يمكننا القضاء على المرض."
ساعات قليلة وينتهي هذا اليوم الذي يحتفل فيه باليوم العالمي للملاريا، إنما جهود الأمم المتحدة وشركائها لن تتوقف بل ستعمل على مدار الساعة للقضاء على مرض يفتك بآلاف الأطفال سنويا.
معلومات عن الملاريا:
الملاريا مرض يسبّبه طفيلي يُدعى المتصوّرة. وينتقل ذلك الطفيلي إلى جسم الإنسان عن طريق لدغات البعوض الحامل له، ثم يشرع في التكاثر في الكبد ويغزو الكريات الحمراء بعد ذلك.
ومن أعراض الملاريا الحمى والصداع والتقيّؤ. وتظهر تلك الأعراض، عادة، بعد مضي 10 أيام إلى 15 يوماً على التعرّض للدغ البعوض. ويمكن للملاريا، إذا لم تُعالج، أن تهدّد حياة المصاب بها بسرعة من خلال عرقلة عملية تزويد الأعضاء الحيوية بالدم. وقد اكتسب الطفيلي المسبّب للملاريا، في كثير من أنحاء العالم، القدرة على مقاومة عدد من الأدوية المضادة له.
ومن التدخلات الرامية إلى مكافحة الملاريا التعجيل بتوفير العلاج الناجع المتمثّل في المعالجات التوليفية التي تحتوي على مادة الأرتيميسينين؛ وحثّ الفئات المعرضة للخطر على استخدام الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات؛ والرشّ داخل المباني باستخدام مبيد للحشرات من أجل مكافحة الحشرات النواقل.