天天听新闻：طائرات الأمل الورقية تحل

طائرات الأمل الورقية تحلق في سماء قطاع غزة تعبيرا عن التضامن مع أطفال اليابان في ذكرى الزلزال

رغم الحصار والمعاناة التي يعيشها قطاع غزة أحيا ألف طفل فلسطيني من مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الذكرى الأولى لزلزال وتسونامي اليابان الذي قتل أكثر من تسعة عشر ألف مواطن ياباني في الحادي عشر من مارس 2011 فيما شرد ما يزيد عن 350 ألف مواطن حسب إحصاءات الحكومة اليابانية.
 
التفاصيل في تقرير مراسلتنا في غزة علا ياسين.
 
 إحياء ذكرى الكارثة اليابانية كان من خلال إطلاق ألف طائرة ورقية إلى عنان السماء تحمل أعلام اليابان وفلسطين والأمم المتحدة تضامنا مع أطفال اليابان الذين كانوا ضحايا رئيسيين لتلك المأساة.
 
وقال مدير عمليات الأونروا كريس نوردال في كلمة له أمام الاحتفال الذي نظم، في قلب المشروع الإسكاني الياباني بمدينة خان يونس إن هؤلاء هم أطفال غزة الذين لهم تجربة كبيرة مع المعاناة ويفكرون في معاناة الأطفال في كل مكان في العالم، موضحا أن ما يحدث اليوم من أطفال غزة حدث مبدع وخلاق ورمز للتضامن.
 
 "اليوم ها نحن نقف أمام جزء من مشروع إعادة الإسكان والذي يمول من اليابان ونتذكر هنا تضامن اليابان مع غزة، ونيابة عن الأونروا وعن المنتفعين الكثر من خدماتها ، فنود أن نحيي ذكرى المأساة التي حدثت في اليابان العام الماضي، نبدأها بالوقوف دقيقة صمت، وننهيها برسالة أمل من أطفالنا."
 
وقال نوردال إن الناس في غزة يفهمون ما معنى فقدان المنزل والشعور بالتشتت وإعادة بناء الحياة، مشيرا إلى أن اليابان هي واحدة من أكبر عشرة مانحين للأونروا.
 
"هنا في غزة وفي الأونروا نحن نقف لنتضامن مع اليابان والتي هي من أكبر عشرة مانحين لنا والتي مولت العديد من المشاريع لنا في مجالات الصحة وتوزيع المواد الغذائية ومواد الطوارئ والمنح الطلابية وتحسين المخيمات وإعادة تأهيل منازل اللاجئين بالإضافة إلى بناء الصفوف المدرسية في أنحاء قطاع غزة."
 
وأوضح نوردال أن الفكرة لهذا الاحتفال جاءت بإيحاء من شخص ياباني اسمه "اكيهيكو" حيث تأثر بتحطيم أطفال غزة العام الماضي للأرقام القياسية في إطلاق الطائرات الورقية ودخولهم موسوعة "غينيس" وقرر أن يكون تخليد ذكرى المأساة اليابانية عبر حدث مشابه.
 
وخلال الأسبوع الماضي استطاع "اكيهيكو"  أن يحشد أطفالا وبالغين في ثلاثة وعشرين مكانا في اليابان وخمس دول حيث كانت غزة هي الأخيرة في الانضمام للتضامن عبر الطائرات الورقية،  فقد كان من المفترض أن يجري الاحتفال التضامني في الحادي عشر من مارس الجاري ولكنه تأجل بسبب  عمليات القصف الإسرائيلي لقطاع غزة.
 
من جانبه أكد الدكتور محمود الحمضيات، مدير برنامج التعليم في الأونروا  أن أطفال غزة جاءوا اليوم للتضامن مع مأساة الشعب الياباني في ذكراها الأولى رغم معاناتهم الشديدة وحرمانهم من الكثير من مقومات الحياة.
 
"رغم كل الظروف التي يعيشها أطفال غزة كان هذا الحدث حيث يطلق أطفالنا الطائرات الورقية تحمل قلوبهم الدافئة ترسل رسالة إلى العالم تبين أننا جزء من العالم ولنا لمسة إنسانية ونحتفظ بتقديرنا لليابان".
 
الطالبة وفاء الزطمة، ثلاثة عشر عاما، والتي شاركت بإطلاق طائرة ورقية خلال المهرجان،  قالت لإذاعة الأمم المتحدة إنها جاءت للتضامن مع الشعب الياباني رغم إمكانياتها المحدودة .
 
"هذا أقل شي نستطيع أن نقدمه لأصدقائنا في اليابان، هم ساعدونا كثيرا ونشكرهم لأنهم بنوا مدرستنا وهذا أقل شيء ممكن أن  نقدمه لهم، طبعا كل إنسان يعبر عن شكره بإمكانياته ونحن إمكانياتنا أن نطلق طائرات، فنشكرهم كثيرا ونتمنى لهم الخير".
 
أما الطالب أحمد القاضي، أربعة عشر عاما، فوجه رسالة لدول العالم طالبهم فيها أن يتذكروا أن هنا في غزة تحدث مأساة كبيرة وأن الأطفال هم أول من يدفع ثمنها.
 
" أنا موجود هنا لأطلق طائرات ورقية تضامنا مع أطفال اليابان، وأريد أن ألفت انتباه العالم للمأساة التي يعيشها أطفال فلسطين، كما يعاني أطفال اليابان نحن أيضا نعاني"
 
بدوره قال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا في حديث مع إذاعة الأمم  المتحدة، إن اليابان حكومة وشعبا أصدقاء كبار للأونروا وللاجئين الفلسطينيين، موضحا أن أطفال غزة يرسلون عبر طائراتهم الورقية رسالة لكل العالم، بأن ألمهم وفقرهم ومعاناتهم لن تمنعهم من الإحساس بمظالم وحزن الآخرين.
 
"الأونروا وأطفال غزة يوجهون رسالة رغم أنهم بحاجة إلى المساندة والمساعدة، لأنهم عاشوا ما هو القتل وما هو التدمير وما هو اقتلاع الأشجار، يوجهون رسالة إلى اليابانيين، بأننا نحن معكم، هذه الطائرات الورقية تحمل رسالة حب وأمل في أن ينقلب الحزن إلى فرح وأمل كبير في إعادة البناء"
 
وأكد أبو حسنة انه رغم الكارثة التي حدثت لليابان إلا أن دعمها لمشاريع الأونروا لم يتوقف، بل أن اليابان داعم كبير لميزانية الأونروا المنتظمة وبرنامج الطوارئ.
 
علا  ياسين / إذاعة الأمم المتحدة/ قطاع غزة