天天听新闻：عمالة الأطفال كابوس يخيم

عمالة الأطفال كابوس يخيم على حياة أطفال الأحياء الفقيرة في مختلف مدن العالم

تعد عمالة الأطفال من المشاكل المنتشرة في الاحياء الفقيرة في العديد من دول العالم، ومن بينها الهند. فعلى الرغم من صدور قانون الحق في التعليم في الهند عام 2010، والذي ينص على أن يتم ضمان الحق في التعليم لجميع الأطفال فيما بين سن السادسة والرابعة عشر عاما، فمازال العديد من الأطفال الفقراء خارج فصول الدراسة. إلى التفاصيل:
 
في مدينة مراد أبآد بالهند، يوجد أكثر من أربعة عشر ألف طفل ممن يعيشون في أكثر من مائة حي فقير، ولم يلتحقوا بالمدارس، مما يعرضهم لخطر الدخول إلى سوق العمل.
 
نجمة التي تبلغ الخامسة عشرة من العمر، كانت من بين هؤلاء الأطفال. ولكنها الآن عادت إلى المدرسة لتتعلم وتضحك وتعيش سنها وحياتها مع أصدقائها.
 
ولكن قبل عامين اثنين فقط، كانت مساحة الضحك في حياتها قليلة.
 
كانت هذه الطفلة الموهوبة، والتي تعشق القراءة وتجيدها، تمضى ست ساعات يوميا في تطرير الخرز على الأقمشة بدلا من التعلم. فقد كانت هناك حاجة لدخلها، الذي يقل عن دولار واحد يوميا، لمساعدة الأسرة.
 
القانون الذي صدر عام 2010، يكفل الحق في التعليم الابتدائي لكافة الأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين ست سنوات وأربع عشرة سنة. ولكن هذا الحق لم يتجاوز كونه حلما بعيد المنال بالنسبة للكثير من الأطفال.
 
في مدينة مراد أباد الصاخبة بولاية اوتار براديش، يعمل مشروع حقوق الطفل، الذي تدعمه منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف، وتموله مؤسسة أيكيا، على تحويل قانون الحق في التعليم إلى حقيقة واقعة للأطفال الفقراء من أمثال نجمة.
 
فالحياة الحضرية تهيمن على دول العالم. فأكثر من نصف سكانه يعيشون في مدن وبلدات كبيرة، بما في ذلك أكثر من مليار طفل. وفي الهند وحدها، يعيش ثلاثمائة وسبعون مليون طفل في المناطق الحضرية.
 
فالمدن تشكل عنصر جذب، ولكنها نادرا ما تفي بوعودها في حياة أفضل لفقراء المناطق الحضرية في الهند. فالحياة غير صحية وشديدة الازدحام في الأحياء الفقيرة بالمدن، وتعتبر خطيرة بالنسبة لصحة ونمو ورفاه الأطفال.
 
مشروع اليونيسف ومؤسسة ايكيا، تمكن من الوصول إلى اثني عشر ألف طفل من إجمالي أربعة ألف طفل في مراد أبآد ممن هم خارج فصول الدراسة، ومن بين هؤلاء نجمة:
 
"أود أن أقول لكل الأبآء والأمهات لا تدعوا أطفالكم يعملون، بل اجعلوهم يدرسون مثلما أدرس. أريد أن أصبح ناجحة، كما يجب أن يكون أطفالكم كذلك حتى يصبحوا عونا لكم في الغد".
 
تلك هي الرسالة التي لا تمل نجمة من تكرارها بين أصدقائها وفي مجتمعها المحلي.
 
وهذا هو أنس، الذي كان يمضي عشر ساعات يوميا، ستة أيام في الأسبوع، فيما بين سن الثامنة وعشر سنوات يشعل نيران الفرن في ورشة مليئة بالدخان في أحد أحياء مراد أبآد الفقيرة، التي يتم فيها صهر المعادن، وصبها في قوالب. وكان يحصل على أقل من دولار واحد يوميا.
 
وترافق أنس في حياته تذكرة بالمخاطر التي ينطوي عليها مثل هذا العمل الشاق. فقد تشوهت قدمه بعد أن حرقها المعدن المنصهر.
 
أنس الآن، وبفضل مشروع اليونيسيف ومؤسسة ايكيا، قد ترك العمل، ويتقدم في دراسته. ومثل أي طفل آخر، يستمتع أنس باللعب، ولكن المشاكل التي دفعت به إلى سوق العمل مازالت تؤرقه على ما يبدو. فجده مريض، ويحتاج إلى علاج ملكف، تجد العائلة صعوبة في توفيره من دخلها المتواضع الذي يقدر بنحو ستين دولارا في الشهر. ويأمل أنس في أن يتمكن من مساعدة جده حتى يصبح بحالة أفضل:
 
"أريد أن أصبح طبيبا لأن جدي مريض".

وتشتهر مراد أبآد بأشغال النحاس والأعمال المعدنية، التي تجتذب العمال من الباحثين عن فرص العمل، وعن أماكن للسكن في أحياء المدينة الفقيرة. فالصناعة قد تشهد ازدهارا في مراد أبآد، ولكن المدينة مكتظة وتشكل بيئة معادية للأطفال. فالهواء ملوث بعوادم المحركات، وغبار المعادن، والأفران التي تعمل بالفحم في كافة الورش.
 
ووسط كل هذا الصخب والازدحام والتلوث، تعد المدرسة واحة للأطفال تحدد أيامهم، وتلمس خيالاتهم، وبدونها ينجرف الأطفال بسهولة إلى سوق العمل.
 
وتقول اديل خضر رئيسة المكتب الميداني لليونيسيف بولاية اوتار براديش:
 
"إن تركيز الثروة في المناطق الحضرية يخفي وجها قبيحا للفقر في الحضر. فالأطفال الفقراء في هذه المناطق يكونون أكثر عرضة للعنف والاستغلال. ولحمايتهم، نحن بحاجة لضمان أن يكونوا في المدرسة وأن تتحقق إمكاناتهم بشكل تام. إن قانون الحق في التعليم الذي تم تبنيه عام 2010 يوفر الإطار المناسب لذلك".

وبالنسبة لأطفال مثل نجمة وأنس، يرسم مشروع اليونسكو ومؤسسة إيكيا البداية لحياة خالية من العمل، يتوفر فيها الوقت للاستمتاع بالطفولة مرة أخرى.