الأمم المتحدة تحيي ذكرى الأطفال الذين قضوا في المحرقة
بمناسبة اليوم الدولي للمحرقة الهولوكوست عقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة احتفال ألقى فيه كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الجمعية العامة ناصر عبد العزيز النصر كلمة في هذه الذكرى التي جاءت هذا العام بعنوان "الأطفال والمحرقة". كما عرض فيلم وثائقي بحضور عدد من السفراء والدبلوماسيين. والقى البروفيسور روبرت كريل وهو أحد الناجين من المحرقة كلمة، بالاضافة الى تقديم فرقة موسيقية أميركية أغنية تحكي قصة حقيقية لهجرة اللاجئين اليهود إلى جمهورية الدومينيكان.
التفاصيل في سياق التقرير التالي :
تحيي الأمم المتحدة اليوم الدولي للهولوكوست وهي المجزرة التي حلت بالشعب اليهودي إبان الحكم النازي في أوروبا في الفترة ما بين الثلاثين كانون الثاني ١٩٣٣ إبان حكم هتلر لألمانيا, إلى الثامن من مايو أيار ١٩٤٥ تاريخ انتهاء الحرب في أوروبا. وخلال هذه الفترة من الزمن, تعرض اليهود في أوروبا إلى اضطهاد، انتهى بقتل ستة ملايين يهودي، من بينهم مليون ونصف طفل يهودي. ومثل هذا العدد من القتلى ثلثي يهود أوروبا, وثلث يهود العالم.
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمة وجهها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، قال إن المحرقة أفضت إلى هلاك مليون وخمسمائة ألف طفل يهودي سقطوا ضحايا للاضطهاد الذي مارسه النازيون ومؤيدوهم.
وقُتل أيضا عشرات الآلاف من الأطفال الآخرين. وكان من بينهم معوقون وأطفال من الغجر والسنتي سقطوا جميعهم ضحايا إيديولوجية مشحونة بالكراهية كانت قد وسمتهم بسمة الدونية وأضاف:
"إن اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود مُخصص، في هذه السنة، للأطفال - للبنات والصبيان الذين واجهوا أقصى ما يُتصور من رعب وشرّ. فقد يتّمت الحرب الكثيرين منهم، أو انتزعتهم من أحضان أسرهم. ومات الكثيرون بسبب الجوع الشديد، أو المرض، أو على أيدي جلاديهم. وأنّى لنا أن نعرف المساهمة التي كان يمكن لأولئك الأطفال أن يقدموها لعالمنا وأما الذين نجوا، فقد كان منهم كثيرون ممن حُطموا لدرجة أعجزتهم عن رواية ما ألمّ بهم ونحن نسعى، في هذا اليوم، إلى إعطاء صوت لرواية تلك القصص وهذا هو سبب استمرار الأمم المتحدة في تعليم الدروس العالمية المستخلصة من مأساة محرقة اليهود وهذا هو سبب سعينا إلى تعزيز حقوق الطفل وتطلعاته في كل يوم وكل مكان".
الأمين العام ناشد الأمم حماية المستضعفين وقال إن هذا هو اليوم الذي نتذكر فيه جميع من قضوا حتفهم في محرقة اليهود - من صغار وكبار على حد سواء مضيفا :
"أناشد جميع الأمم أن تحمي المستضعفين، بغض النظر عن العرق أو اللون أو الجنس أو المعتقدات الدينية فلا مثيل لضعف الأطفال أمام أسوأ نوازع الشر في البشر ولا يجوز لنا إلا أن نظهر لهم خير ما يمكن أن يجود به هذا العالم".
بدوره ناصر عبد العزيز النصر رئيس الجمعية العامة دعا في كلمة له بهذه المناسبة الى جعل هذا اليوم محطة للتأكيد على الابتعاد عن التمييز العرقي والكراهية مضيفا :
"بهذه المناسبة نركز على الأطفال والمحرقة نعترف بأسى وحزن واحترام أولئك الأطفال الذين فقدوا وفقدوا ذويهم ومجتمعاتهم تعانوا نحيي ذكرى أولئك الأطفال بالعمل على جعل الحقد وعدم العدل والتمييز والتطهير العرقي وعمليات القتل الجماعي لا يقترب من أي احد في أي مكان بالعالم".
رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، اكد إن اليوم الدولي لمحرقة اليهود (هولوكوست) يضمن أن المحرقة ستظل إلى الأبد إنذارا من أخطار الكراهية والعنصرية والتعصب والتحيز.
وفي كلمته بأحد المعابد اليهودية في نيويورك ذكر النصر أن إحياء الذكرى يشدد أيضا على الحاجة الملحة لحماية جميع حقوق وحريات الإنسان بدون تمييز على أساس الدين أو العرق أو أي وضع آخر.
واستشهد النصر بآيات من القرآن الكريم للتأكيد على أن الله قد خلق البشر شعوبا وقبائل ليتعارفوا وأن الأتقى هو الأكرم عند الله.
وإقرارا منها بالحاجة المهمة لإجراء الحوار بين مختلف الأديان والمعتقدات خصصت الجمعية العامة الأسبوع الأول من شباط/فبراير ليكون الأسبوع السنوي للوئام العالمي بين الأديان.