بيير كرينبول أمام مجلس الأمن: مشهد الجروح الرهيبة في المستشفى الرئيسي بغزة دمّرني
عاين بيير كرينبول المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، صباح اليوم، الثمن البشري الباهظ للحرب في جناح الأطفال بالمستشفى الرئيسي في غزة.
هذا ما قاله كرينبول اليوم الخميس أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك من مقره في غزة.
كرينبول أوضح أن الأجساد الممزقة هي نتيجة حقيقية وغير مقبولة من نزاع مسلح يُشن بشكل مفرط وفي بعض الأحيان غير متناسب على منطقة مكتظة بالسكان:
"من بين العديد من الأطفال الممددين في الغرف والممرات، كان يوسف البالغ من العمر 5 أشهر الذي بالكاد نجا، ولم ينجُ بعد نهائيا، من قصف مبنى مدرسة تابعة للأونروا في جباليا أمس. مثل العديد منكم حول هذه الطاولة، لدي أطفال، وما رأيته اليوم - الجروح الرهيبة- دمّرني. رغبتُ في الإشارة إلى الطفل يوسف لأنني رفضت دائما عدم الكشف عن الهوية في حالات الوفاة والإصابة. في كثير من الأحيان تشير التقارير من مناطق الحرب إلى قوائم الأرقام. الأطفال الفلسطينيون الذين رأيتهم اليوم ليسوا إحصاءات. فوراء كل حالة وفاة وإصابة هناك قصة، هناك مصير يجب أن يحترم."
كرينبول كرر أمام مجلس الأمن الدولي إدانته لقصف مدرسة الأونروا في جباليا أمس، مؤكدا مرة أخرى أنه تم إخطار السلطات الإسرائيلية بموقع المدرسة 17 مرة متتالية، واصفا الهجوم بالانتهاك الخطير للقانون الدولي وداعيا مجددا إلى المساءلة وإلى أن تجري إسرائيل تحقيقا فوريا في الحادث وتنشر وقائعه. أما عما يشعر به الفلسطينيون بعد هذا الهجوم فأوضح المفوض العام للأونروا:
"فيما كنت أتحدث مع العديد من سكان غزة أمس واليوم، سمعت نفس الرسائل مرة أخرى، وهي "إذا لم نكن آمنين في مدرسة تابعة للأونروا، فنحن لسنا آمنين في أي مكان في غزة"، و"العالم قد خذلنا"، "فشل في الحماية". "حماية المدنيين هو تعبير لا نريد أن نسمع به بعد الآن"."
وأشار المفوض العام إلى تحد آخر لعمليات الأونروا في الميدان وهو العثور في منشآت الأونروا الفارغة، على صواريخ للجماعات المسلحة في غزة، معربا عن إدانته الشديدة لهذا الأمر ومشيرا إلى أن الوكالة تعمل مع الشركاء الأممين على تحسين كيفية معالجة هذه الانتهاكات بطريقة لا تقوض سلامة وأمن المدنيين. ولكنه شدد قائلا:
"ينبغي القول أيضا إن هذه الاكتشافات لا تبرر بأي شكل من الأشكال الهجمات على منشآت الأونروا وعلى وجه الخصوص تلك التي تأوي النازحين. تأخذ الأونروا تدابير قوية لترصدَ عن كثب جميع مرافقها، التي يمكنها الوصول إليها، في محاولة لمنع سوء استخدامها من قبل المقاتلين والأطراف الأخرى."