الأمين العام يقدم مبادرة جديدة للتصدي للوضع الخطير في أفريقيا الوسطى
قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الأزمة الراهنة في جمهورية أفريقيا الوسطى تمثل اختبارا للمجتمع الدولي بأسره، وشدد على ضرورة العمل بشكل حاسم لمنع تدهور الوضع بشكل أكبر وللاستجابة إلى احتياجات المدنيين هناك.
"من هذا المنطلق أقترح مبادرة مكونة من ست نقاط للتصدي لأكبر المخاطر التي تواجهها جمهورية أفريقيا الوسطى، أولها وأهمها أدعو إلى التعزيز العاجل لقوات الاتحاد الأفريقي وفرنسا الموجودة على الأرض، بنشر ثلاثة آلاف عنصر إضافي على الأقل من القوات العسكرية والشرطة."
وأضاف أنه سيقدم قريبا إلى مجلس الأمن الدولي توصيات بشأن إنشاء بعثة حفظ سلام جديدة ذات ولاية رادعة لحماية المدنيين وتعزيز الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وأشار الأمين العام إلى أن البلاد تشهد أعمال عنف تستهدف المدنيين بسبب انتماءاتهم الدينية والمجتمعية.
وقال إن المسلمين يستهدفون بشكل خاص في الوقت الراهن، ولكنه أضاف أن أفراد جماعة السيليكا المتمردة السابقة يواصلون مهاجمة المسيحيين أيضا.
والاقتراح الثاني الذي قدمه الأمين العام، في إطار مبادرته لمجلس الأمن الدولي، يتمثل في ضم جميع القوات الدولية في جمهورية أفريقيا الوسطى تحت قيادة منسقة.
وأكد ضرورة أن تركز مهمة تلك القوات على أهم الأولويات ألا وهي السيطرة على العنف وحماية المدنيين ومنع تشرد مزيد من السكان وتوفير بيئة آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية، والقيام بالتحضيرات اللازمة لتسليم المسئولية إلى بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن.
"أدعو إلى الدعم العاجل والملموس لحكومة جمهورية أفريقيا الوسطى لمساعدتها في بناء الحد الأدنى من القدرات لتتمكن من العمل. هذا الدعم يجب أن يشمل المساعدة المالية الضرورية لنشر الشرطة مرة أخرى في الشوارع، وإعادة القضاة إلى المحاكم، وحراس السجون إلى عملهم."
كما دعا بان كي مون إلى الإسراع بتنفيذ العملية السياسية والمصالحة لمنع تمزق الروابط المجتمعية ولتهيئة البيئة لإنهاء الصراع، مشددا على أهمية دور القادة الدينيين والمجتمعيين في هذا المجال.
وحث بان كي مون مجلس الأمن الدولي على دعم توصياته، ودعا الدول الأعضاء إلى اتخاذ التدابير العملية اللازمة لتطبيقها.