"المياه والصرف الصحي والطاقة المستدامة"، محور مناقشة مواضعية في الجمعية العامة
فيما يقترب الموعد النهائي لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية المتعلقة بالقضاء على الفقر المدقع، يبحث زعماء العالم الآن مرحلة ما بعد عام 2015 ، والعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بعد ذلك العام.
وفي هذا الإطار، عقدت الجمعية العامة مناقشة مواضعية استمرت ليومين حول أهمية المياه الصرف الصحي والطاقة المستدامة في جدول أعمال التنمية في مرحلة ما بعد عام 2015. التفاصيل في التقرير التالي.
تدعو الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى التحرك سريعا حيال نقص فرص الحصول على المياه والصرف الصحي وخدمات الطاقة المستدامة الذي يؤدي إلى نتيجة مأساوية يومية على حياة الملايين من الفقراء، وخاصة النساء والفتيات.
وتعتبر الأمم المتحدة أن معالجة مشكلة الوصول إلى المياه والصرف الصحي والطاقة المستدامة ليست مجرد مسألة تثير قلقا بالغا، بل هي مسألة ضرورة أخلاقية للمجتمع الدولي بأسره.
هذا ما أعرب عنه أيضا غيريش مانون، نائب مدير المعونة المائية حول المياه والصرف الصحي في أفريقيا وآسيا:
"نحن نعتقد أن المياه والصرف الصحي والنظافة هي قضايا محورية للقضاء على الفقر والتنمية البشرية. نحن نؤمن بقوة بأن المجتمع أو العائلة لا تستطيع أن تتطور بطريقة مستدامة إذا لم يتم معالجة مشكلة المياه والصرف الصحي. وهذا يشعرنا بقلق بالغ، لأنه وحتى اليوم مازال حوالي مليار شخص يفتقدون للمياه الآمنة، وملياران ونصف المليار يفتقدون الصرف الصحي الآمن."
في أفقر المجتمعات في جميع أنحاء العالم، يقضي مئات الملايين من الناس، لا سيما النساء والأطفال، ساعات كل يوم من أجل جمع النار والخشب و المياه.
غيريش مانون من جديد:
"في أفريقيا جنوب الصحراء، وضع الصرف الصحي معقد جدا. فهناك عدد كبير من الناس يتبرزون في العراء. مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك الإسهال الذي يعتبر ثاني مرض يقتل الأطفال دون سن الخامسة. وحول العالم، يموت كل يوم ألفي طفل بسبب سوء الصرف الصحي والنظافة."
غيريش مانون أشار في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة أن جميع المشاركين في اجتماع الجمعية العامة يتمتعون بحق الوصول إلى المرحاض والمياه ال آمنة، ولكن عمله في منظمة معونة المياه يذكّره باستمرار بأن هناك 2.5 مليار نسمة لا يستطيعون الوصول إلى المرحاض. وفيما يلي يسرد ما قلته له امرأة مسنة من زامبيا عن الوضع الذي تعاني منه النساء بشكل خاص:
" هناك قصة أتذكرها لامرأة مسنة من زامبيا من مقاطعة لوا بولا، قالت لي إن"الحياة مليئة بالتحديات، خاصة بالنسبة للمرأة التي كانت تضطر للانتظار حتى حلول الظلام قبل الخروج إلى الشجيرات حيث يخففن عن أنفسهن. وكنّ يقمون بذلك في ظل أخطار عديدة بما فيها الحيوانات البرية والثعابين أو حتى الرجال الذين اعتادوا على الاستفادة من ضعفهن". الحمد لله وبمساعدة "معونة الميا" أصبح يوجد مرحاض نظيف في كل منزل."
وفي هذا السياق أوضح الأمين العام أن الصرف الصحي غير الملائم يشكل تهديدا إضافيا على الصحة والكرامة والتنمية، مشيرا إلى أن حوالي 2.5 مليار شخص يفتقرون إلى المرافق الصحية الكافية، مؤكدا على أهمية وضع مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي والنظافة على جدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015 ، وتحسين نوعية المياه وإدارة الموارد المائية ومياه الصرف الصحي.