تقدم بمجلس الأمن بشأن سوريا ولا اتفاق
أكد مصدر دبلوماسي غربي للجزيرة بأن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن اتفقت على جميع القضايا الشائكة بشأن مشروع قرار دولي بشأن أسلحة سوريا الكيميائية، ولكن سوريا سارعت إلى نفي وجود اتفاق وقالت إن المناقشات بشأن مشروع القرار مستمرة.
وأوضح المصدر أن القرار لن يكون بموجب البند السابع لميثاق الأمم المتحدة، غير أن إحدى الجمل التي يتضمنها القرار تنص على أنه في حال عدم التزام النظام السوري ببنود معاهدة الأسلحة الكيميائية فإنه سيتعين على مجلس الأمن اتخاذ إجراءات أخرى بموجب البند السابع.
غير أن متحدثا باسم البعثة السورية لدى الأمم المتحدة نفى أن تكون الدول الخمس قد توصلت إلى اتفاق، وقال إن المباحثات ما زالت جارية بشأن نص مشروع القرار.
وقالت الولايات المتحدة إن تقدما تحقق نحو الاتفاق على قرار أممي يجرد سوريا من أسلحتها الكيميائية. وجاء هذا التأكيد بعدما تردد في نيويورك أن اتفاقا حصل على مشروع قرار تجري مناقشته.
ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي قوله في وقت متأخر مساء الأربعاء "نحقق تقدما لكننا لم ننته بعد". وكان المسؤول يعلق بذلك على تصريحات لدبلوماسيين غربيين اثنين قالا فيها إن الدول الخمس (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) توصلت إلى اتفاق على مضمون قرار أممي بشأن سلاح سوريا الكيميائي.
وأضافا أن هذا الاتفاق حصل بعد اجتماع بنيويورك ضم وزراء خارجية الدول الخمس بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, مشيرين إلى أن هذه الدول ستعقد اجتمعا غدا الجمعة لمناقشة اقتراح لعقد مؤتمر سلام حول سوريا في جنيف.
وكانت الدول الخمس دائمة العضوية قد باشرت قبل أيام مفاوضات حول مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بعد الاتفاق الأميركي الروسي في جنيف لنزع سلاح سوريا الكيميائي.
وينص اتفاق جنيف على أن تقدم دمشق معلومات وافية عن أسلحتها الكيميائية وإزالتها بحلول 2014، وذلك عقب تهديد أميركي بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا بسبب هجوم 21 أغسطس/آب. وقدمت دمشق بالفعل السبت الماضي معلومات عن مخزونها الكيميائي.
وبعد قليل من تصريح الدبلوماسيين الغربيين بحدوث تقدم كبير, سارع متحدث باسم الوفد الروسي في الأمم المتحدة إلى النفي, وقال إن المناقشات بشأن مشروع القرار مستمرة.
وفي وقت سابق الأربعاء أكد مسؤول أميركي أن وزير الخارجية جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف عملا "بروح بناءة" أول أمس الثلاثاء على مشروع قرار في مجلس الأمن بشأن نزع أسلحة سوريا الكيميائية, مشيرا إلى ثلاث عقبات تعطل الاتفاق.
ومن نقاط الخلاف الرئيسية بين روسيا والغرب، هل سيصدر القرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يقضي باتخاذ مجلس الأمن إجراءات عقابية منها استخدام القوة. وتقول روسيا إنها لن تقبل بذلك إلا ضمن قرار ثان في حال وجود دليل على عدم التزام دمشق بالقرار, في حين تتمسك واشنطن ولندن وباريس بقرار "ملزم وواضح وقوي".