حكومة اليمن تعتذر عن حروب صالح
وجهت الحكومة اليمنية الأربعاء اعتذارا رسميا علنيا للانفصاليين الجنوبيين، وللمتمردين من أنصار الحوثي في الشمال عن الحروب التي شنت ضدهم في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
ويأتي الاعتذار -الذي صدر في بيان للحكومة أذاعه التلفزيون الرسمي- وسط محادثات الحوار الوطني التي انطلقت في مارس/آذار الماضي للتصدي لمظالم قطاعات كبيرة من السكان، ويتطلع المشاركون فيه إلى وضع الملامح الرئيسية للإصلاحات الدستورية والإدارية قبل الانتخابات العامة التي ستجرى العام القادم.
وجاء في البيان أن "حكومة الوفاق الوطني -نيابة عن السلطات السابقة وكل الأطراف والقوى السياسية التي أشعلت حرب صيف 1994 وحروب صعدة، أو شاركت فيها- تعلن اعتذارها لأبناء المحافظات الجنوبية، وأبناء صعدة وحرف سفيان، والمناطق المتضررة الأخرى ممن كانوا ضحية تلك الحروب، ولكافة ضحايا الصراعات السياسية السابقة، وتعتبر ما حدث والأسباب التي أدت إلى ذلك خطأ أخلاقيا تاريخيا لا يجوز تكراره".
واندلعت الحرب الأهلية بين اليمن الشمالي واليمن الجنوبي في عام 1994 بعد أربعة أعوام من اندماجهما في دولة واحدة، وأشعلت النتائج المترتبة على الحرب مطالب بالانفصال.
ووقعت ستة حروب بين الجيش اليمني وحركة أنصار الله (الحوثيون) في محافظة صعدة شمال اليمن منذ يونيو/حزيران 2004 وحتى فبراير/شباط 2010، وأوقعت الآلاف من القتلى والمشردين.
وقال بيان الحكومة اليمنية إن الاعتذار كان مطلوبا بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة من دول الخليج، الذي مهد الطريق لتنحي صالح في عام 2011 وتسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي بعد أشهر من عدم الاستقرار.
ودعا بيان الاعتذار الحكومي الأطراف السياسية والمجتمعية والفعاليات الدينية والثقافية والفكرية إلى دعم مصالحة وطنية شاملة، تعيد للمجتمع لحمته الوطنية وتنشر روح التسامح والقبول بالآخر.
كما دعا "للتصدي لكل ما يهدد الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي" داعيا "الجميع للتصرف بروح المسؤولية الوطنية والتسامح والإخاء".