تمبكتو جوهرة الصحراء وآلام الحرب
يبدو المشهد العام معقدا ومركبا هذه الأيام في تمبكتو، فالحرب تطل بوجهها الكئيب، ومظاهر البؤس والفقر والحرمان ماثلة للعيان، وغياب الدولة واختفاء مظاهر السلطة أبرز ما يميز المشهد، وإفرازات ما بعد حركة أنصار الدين وحكمها المثير للجدل حاضرة هي الأخرى في تفاصيل المشهد.
في أطراف المدينة وتحديدا عند البوابة الجنوبية لمدينة تمبكتو تبدو آثار القصف الفرنسي العنيف الذي استهدف سيارات عسكرية تابعة لحركة أنصار الدين قبل ثلاثة أيام، وكأنها رسالة للقادمين: "كونوا على حذر فالمدينة في دائرة الاستهداف".
تطايرت أشلاء السيارة التي استهدفها القصف وتحولت أجزاء كثيرة منها إلى رماد، وبدا من خلال الشظايا المتناثرة هنا وهناك أنها كانت تحمل أسلحة وبراميل وقودا، فضلا عن بقايا أدوية وأغراض خاصة تناثرت هنا وهناك.
لم تعرف حصيلة تلك العملية، ولكن عبد الله بابي الذي يسكن بالقرب من مكان العملية قال للجزيرة نت إن العملية وقعت في التاسعة ليلا واستهدفت رتلا من السيارات تمكن بعضها من الهروب، ولكن طائرة حربية فرنسية حلقت على ارتفاع منخفض من تلك السيارة وقصفتها دون البقية، وهو ما أدى -بحسبه- إلى وفاة كل الذين كانوا فيها باستثناء اثنين تم نقلهما إلى جهة مجهولة في حالة صحية صعبة.