انفصاليو كتالونيا يفوزون
فاز الانفصاليون في الانتخابات الإقليمية التي جرت أمس الأحد في إقليم كتالونيا الإسباني، ولكنهم أخفقوا في الحصول على التفويض القاطع الذي يحتاجونه للحث بشكل مقنع على إجراء استفتاء بشأن استقلال الإقليم عن إسبانيا.
وكان رئيس كتالونيا أرتور ماس -الذي نفذ تخفيضات في الإنفاق لا تحظى بتأييد شعبي خلال أزمة اقتصادية- دعا إلى إجراء انتخابات مبكرة لاختبار التأييد لحملته الجديدة لاستقلال كتالونيا، وهي منطقة غنية نسبيا في شمال شرق إسبانيا.
ومنح الناخبون نحو ثلثيْ مقاعد البرلمان المحلي المؤلف من 135 عضوا لأربعة أحزاب كتالونية انفصالية مختلفة، تريد كلها إجراء استفتاء بشأن الاستقلال عن إسبانيا.
ولكن الناخبين عاقبوا الحزب الانفصالي الرئيسي -وهو تحالف الاتحاد والتجمع الذي يتزعمه ماس- بخفض عدد مقاعده من 62 إلى 50 مقعدا. وسيجعل هذا من الصعب على ماس تزعم حملة موحدة لإجراء استفتاء في تحدّ للدستور والحكومة المركزية في مدريد.
ويتفق القوميون واليساريون على ضرورة حصول الإقليم على حق تقرير المصير، لكن القوميين أكثر ميلا إلى الاستقلال عن إسبانيا. وقد تصاعد الإحباط منذ عامين في كتالونيا عقب قرار المحكمة الدستورية الحد من وضع الحكم الذاتي الموسع للإقليم.
وقال رئيس المجلس الأوروبي في مكتب مدريد للعلاقات الخارجية خوسيه إغناسيو توريبلانكا "إن ماس ارتكب خطأ بشكل واضح، فقد شجع برنامجا انفصاليا، وقال له الناس إنهم يريدون أن ينفذ أشخاص آخرون برنامجه".
وستشعر هذه النتيجة رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي بالراحة. ويحارب راخوي ركودا عميقا ونسبة بطالة وصلت إلى 25% أثناء نضاله لخفض تكاليف الاستدانة المرتفعة من خلال إقناع المستثمرين بالاستقرار المالي والسياسي لإسبانيا.
وقال ماس -الذي أحاط به أنصاره وهم يهتفون "الاستقلال.. الاستقلال"- إنه سيظل يحاول تنفيذ الاستفتاء، ولكنه أضاف "إنه أكثر تعقيدا، ولكن لا يوجد ما يدعو للتخلي عن العملية".
وأدى الإحباط من ارتفاع نسبة البطالة والركود العميق إلى إثارة عودة النزعة الانفصالية في كتالونيا.
ويعتقد كثيرون من سكان كتالونيا أن اقتصادهم سيصبح أكثر ازدهارا اعتمادا على نفسه، ويشكون من أن جزءا كبيرا من ضرائبهم يذهب إلى الحكومة المركزية في مدريد.
وقام ماس بحملته الانتخابية على أساس وعد بإجراء استفتاء على الانفصال عن إسبانيا. وتبنى قضية الاستقلال في سبتمبر/أيلول الماضي بعد مظاهرة ضخمة في الشوارع.