البشير وسلفاكير يجتمعان لليوم الثالث
تستأنف اليوم الثلاثاء في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا محادثات رئيس السودان عمر البشير ونظيره رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، بغرض التوصل لحلول بشأن القضايا الخلافية بين البلدين.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية في السودان العبيد مروّح إن هناك تقدما أحرز في ما يتعلق بمنطقة الميل 14، لكنه لم يرق إلى مرحلة الاتفاق بعد. وأضاف مروّح في تصريحات صحفية بأديس أبابا مقر انعقاد التفاوض أن الجانبين قد يتوصلان إلى نتائج إيجابية في جولة اليوم الثلاثاء.
وقد انتهى اليوم الثاني من المحادثات مساء الاثنين دون التوصل إلى اتفاق، رغم الضغوط الدولية على البلدين. وتم ليلا تعليق المحادثات بين الرئيسين في حضور رئيس الوزراء الإثيوبي هيلاميريام ديسالين ووسيط الاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي.
ولم تتسرب معلومات كافية عن تقدم المباحثات المغلقة الرامية إلى إيجاد تسوية نهائية للقضايا التي بقيت عالقة بعد اتفاق السلام الذي وضع عام 2005 حدا لعقود من الحرب الأهلية بين المتمردين الجنوبيين وحكومة الخرطوم، وأسفر عن انفصال جنوب السودان في يوليو/تموز 2011.
وسبق أن التقى البشير وسلفاكير في 14 يوليو/تموز الماضي على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في أول لقاء بينهما منذ المعارك الحدودية الكثيفة بين جيشيهما بين مارس/آذار ومايو/أيار الماضيين. وكان من المقرر مبدئيا عقد قمة في مطلع أبريل/نيسان الماضي إلا أنها ألغيت بعد اندلاع معارك حدودية.
وقد كثف المجتمع الدولي، الذي يشعر بقلق شديد من تحول الخلافات بين جوبا والخرطوم إلى نزاع جديد واسع النطاق، ضغوطه على رئيسي الدولتين كي يتوصلا إلى اتفاق نهائي.
انتهاء المهلة
وانتهت السبت مهلة الاتحاد الأفريقي للبلدين التي تم تمديدها بعد تجاوز موعدها الأصلي المحدد في الثاني من أغسطس/آب الماضي. وفي مطلع أغسطس/آب توصلت الخرطوم وجوبا إلى اتفاق بشأن النفط يشمل خاصة عودة نقل نفط جنوب السودان عبر خط أنابيب الشمال، وهو من المواضيع الشائكة بين البلدين الجارين.
وقد ورث جنوب السودان 75% من نفط السودان بعد الانفصال، لكنه يعتمد في تصديره على البنية التحتية للشمال. ولا يزال على البلدين الاتفاق على تفاصيل الاتفاق النفطي وكذلك على وضع منطقة أبيي، المتنازع عليها، وعلى ترسيم الحدود وإقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح.
وتهدف هذه المنطقة الفاصلة لمنع تجدد المواجهات الحدودية وقطع خطوط إمدادات الحركات المتمردة الناشطة بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق السودانيتين، التي تتهم الخرطوم جوبا بدعمها.
ويؤكد الجانبان منذ أشهر رغبتهما في السلام إلا أن العديد من الاتفاقات الموقعة بالفعل، وخاصة بشأن المنطقة المنزوعة السلاح، لم تطبق حتى الآن كما جرى انتهاك عدة مواثيق بمنع الاعتداء.
وقد أدى النزاع لتدهور اقتصادي خاصة منذ أن أوقفت جوبا إنتاجها النفطي في يناير/كانون الثاني احتجاجا على قيام الخرطوم باستقطاع جزء منه مقابل نقله عبر أراضيها بسبب عدم وجود اتفاق على رسوم النقل.
على صعيد آخر قال مسؤولون من بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان إنهم شاهدوا عملية إسقاط جوي في المنطقة الشرقية النائية من البلاد بعد أيام من اتهام جيش جنوب السودان للخرطوم بتسليح متمردين في المنطقة.
وقد اتهم جيش جنوب السودان الخرطوم يوم السبت بإسقاط أسلحة جوا إلى متمردين بقيادة ديفد ياو ياو في ولاية جونقلي الشرقية، حيث لقي آلاف الأشخاص حتفهم جراء أعمال عنف عرقية في الأعوام الأخيرة.
وقال قويدر زروق المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إن قوات الأمم المتحدة شاهدت طائرة بيضاء تسقط سبعة أو ثمانية طرود على مسافة نحو ثلاثة كيلومترات من بلدة ليكوانجول في ولاية جونقلي صباح السبت الماضي، لكنه أضاف "لا تستطيع البعثة التأكد ممن كان في الطائرة أو مما تم إسقاطه".