أرملة عرفات تدعو فرنسا للتحقيق بوفاته
رفعت سهى عرفات -أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات- دعوى لدى محكمة في باريس تطالب فيها السلطات الفرنسية بالتحقيق في ظروف وفاة زوجها الذي وافته المنية في مستشفى بيرسي العسكري قرب باريس في نوفمبر/تشرين الثاني 2004.
وتأتي هذه الخطوة بعد التحقيق الذي أجرته شبكة الجزيرة بعنوان "ماذا قتل عرفات؟" والذي خلص إلى وجود آثار لمادة البولونيوم السامة في عدد من الأغراض والمقتنيات التي كان يستعملها عرفات عندما كان نزيلا في المستشفى الفرنسي واحتفظت بها أرملته إلى أن سلمتها لفريق الجزيرة الذي عرضها على مختبر علمي في سويسرا.
وأعاد تحقيق شبكة الجزيرة -وهو ثمرة عمل تواصل طيلة تسعة أشهر- إلى الواجهة قضية وفاة عرفات الغامضة وعززت نتائجه فرضية تسميمه مما أدى لإصابته بانهيار صحي مفاجئ في أكتوبر/تشرين الأول 2004 في مقره في رام الله حيث كان يقيم تحت الحصارالإسرائيلي ونقل لاحقا إلى فرسا وتوفي في 11 نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه.
وفي حديث للجزيرة قالت المحامية كليمانس -عضو هيئة المحامين في الدعوى المرفوعة من سهى عرفات- إن فرنسا مؤهلة قانونيا للقيام بتحقيق باعتبار ما حدث جريمة ولأنّ عرفات توفي فوق أراضيها.
وتتهم الدعوى -التي رفعتها سهى وابنتهما زهوة في ضاحية نانتير بغربي باريس- مجهولا أو مجهولين بالقتل العمد. ونقلت رويترز عن مصدر قانوني أنه يتعين على محكمة نانتير أن تقرر أولا ما إذا كانت مختصة بالنظر في إمكان التحقيق في فرنسا في حالة تسمم وقعت في دولة أخرى.
وقالت سهى عرفات في بيان أصدره محاميها "سهى وزهوة لديهما ثقة كاملة في القضاء الفرنسي"، وأضاف البيان أن "سهى وزهوة عرفات لا تتقدمان في هذه المرحلة بأي اتهام ضد طرف محدد سواء أكان دولة أم جماعة أم فردا".
ويشار إلى أنه بعد أن بثت الجزيرة في مطلع الشهر الجاري الفيلم الاستقصائي "ماذا قتل عرفات؟" طالبت عدة جهات بفتح تحقيق بشأن ملابسات وفاة عرفات فيما بادرت السلطة الفلسطينة للإعراب عن استعدادها للقيام باللازم من أجل استكمال التحقيق ووافقت على استخراج رفات عرفات لفحص مستويات البولونيوم في جسمه.
وعلى الصعيد العربي تتحرك جامعة الدول العربية من أجل إعداد تقرير شامل بشأن ملابسات وفاة عرفات، لعرضه على الاجتماع القادم لوزراء الخارجية العرب في سبتمبر/أيلول المقبل بالقاهرة، لاتخاذ القرار المناسب بشأن التوجه العربي بالأمم المتحدة لطلب تشكيل لجنة دولية لمتابعة هذه القضية.
وفي هذه الإطار بعث الأمين العام للجامعة نبيل العربي برسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزراء خارجية الدول العربية طالبهم فيها بدعم جهود الجامعة العربية، واللجنة المشكلة فيها برئاسة نائب الأمين العام، لكشف ملابسات وفاة عرفات.