هدنة بصنعاء وقلق أميركي من اليمن
أعربت الولايات المتحدة عن شعور بالقلق من تعقد الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق بنقل السلطة في اليمن، وحذرت من استغلال تنظيم القاعدة لحالة عدم الاستقرار، وسط أنباء عن سيطرته على مدينة زنجبار. جاء ذلك في وقت تشهد فيه صنعاء هدوءا حذرا بعد التوصل إلى هدنة بين أنصار الرئيس علي عبد الله صالح والشيخصادق الأحمر.
ونقلت رويترز عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم أن الولايات المتحدة ما زالت على اتصال وثيق بحلفائها الأوروبيين والخليجيين، وتواصل مراجعة الخيارات لزيادة الضغط على صالح للتوقيع على اتفاق للتنحي.
وقال مسؤول أميركي كبير لرويترز اشترط عدم نشر اسمه "نشعر بالقلق جدا بسبب أن الوضع غير المستقر قد يؤدي إلى ظهور تناحرات قبلية إلى السطح وهو ما يزيد من تعقيد عملية التوصل إلى اتفاق بشأن انتقال منظم للسلطة".
وكانت الولايات المتحدة قد بعثت بإشارات إلى صالح بأنه يتعين عليه التخلي عن السلطة, وحذرت من أنها قد تراجع مساعداتها.
المواجهة بين أنصار صالح والأحمر دفعت اليمن إلى حافة حرب أهلية(رويترز)
|
هدوء حذر
يأتي ذلك في وقت نجحت فيه وساطة قبلية يمنية أمس السبت في التوصل إلى اتفاق بين الحكومة اليمنية ورجال قبائل على إنهاء الاشتباكات التي دفعت اليمن إلى حافة حرب أهلية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد الوسطاء أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ اليوم الأحد, بانسحاب أنصار الشيخ صادق الأحمر من المباني العامة التي يسيطرون عليها تمهيدا لتسليمها للجنة الوساطة القبلية.
وذكر وسيط آخر أن الاتفاق سينهي كل أشكال الانتشار العسكري بحي الحصبة بشمال صنعاء ويعيد الوضع إلى طبيعته.
يشار إلى أن المعارك حول منزل الأحمر الواقع بحي الحصبة خلفت 68 قتيلا في ثلاثة أيام قبل أن تتراجع حدتها الخميس وتتوقف الجمعة.
وقد تفجرت المواجهات الاثنين الماضي, عقب رفض صالح توقيع اتفاق انتقال السلطة الذي جاء عبر المبادرة الخليجية التي تنص على تنحي الرئيس خلال شهر.
تنظيم القاعدة
وقد أثار القتال كما تقول رويترز احتمال حدوث فوضى يمكن أن تفيد جناح القاعدة الذي يتخذ من اليمن مقرا له.
في هذه الأثناء نقل موقع "يمن أوبزرفر" عن مسؤول أمني يمني أن مسلحين ينتمون إلى تنظيم القاعدة استولوا على مدينة زنجبار، عاصمة محافظةأبين.
وذكر الموقع نقلا عن المسؤول أن المسلحين سيطروا على منشآت حكومية ومعظم الأحياء في المدينة، وقال إن محافظ أبين أحمد الميسري محاصر داخل مقر إقامته خارج زنجبار.
وكانت أحزاب اللقاء المشترك، وهي تكتل المعارضة الرئيسي في اليمن، قد أصدرت بيانا اتهمت فيه صالح بالسماح لمسلحي تنظيم القاعدة بالاستيلاء على زنجبار، لإقناع الدول الغربية بأن استمرار حكمه ضروري لمواجهة التنظيم.