قراءة في نتائج انتخابات ليبيا
بدت نتائج الانتخابات التي شهدتها ليبيا السبت الماضي مفاجئة ومخالفة لكل التوقعات التي كانت تعطي دائما التقدم للتيارات الإسلامية، سواء بالنظر إلى الوضع الداخلي المتعلق بليبيا والذي يتميز بالحضور البارز وحتى الطاغي في بعض الأحيان للتيارات الإسلامية في مجتمع معروف بالمحافظة، أو بالنظر إلى الوضع الإقليمي والعربي الذي يتميز هو الآخر بصعود لافت للتيارات الإسلامية وخصوصا في انتخابات ما بعد ثورات الربيع العربي.
وخلافا لتلك التوقعات، تصدر تحالف القوى الوطنية -ذو الخلفية الليبرالية- المشهد الانتخابي، وحل حزب العدالة والبناء المقرب من الإخوان المسلمين تاليا في هذه الانتخابات، وهو ما قلب الموازين رأسا على عقب، وفتح الباب واسعا أمام تحليلات وتفسيرات متعددة لما جرى.
ورغم أن تلك النتائج تتعلق بالقوائم الانتخابية (80 مقعدا فقط) ولا تخص الترشيحات الفردية التي تستحوذ على الجزء الأكبر من مقاعد المؤتمر الوطني العام (120 مقعدا)، فإن ذلك لا يقلل من المعنى والدلالة السياسية لما حدث، حتى لو تمكن الإسلاميون من تحقيق نصر معتبر على المستوى الفردي، بالنظر إلى نقاط القوة التي يتمتع بها التحالف مقابل نقاط ضعف عديدة حدت من أداء الإسلاميين.