الجزائر تودع أحمد بن بيلا
يسجى جثمان أحمد بن بيلا -أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال عن فرنسا- في قصر الشعب بالعاصمة الجزائرية اليوم الخميس لإلقاء النظرة الأخيرة عليه قبل دفنه غدا الجمعة, في جنازة وطنية.
وقد أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الحداد في البلاد لمدة أسبوع على أحمد بن بيلا الذي توفي أمس الأربعاء بعد صراع مع المرض عن 96 عاما في منزل أسرته بمدينة الجزائر.
وقال بوتفليقة في رسالة تعازي إلى أسرة بن بيلا إن الجزائريين يبكون اليوم رجلا عظيما أضاء بحكمته وبصيرته الطريق إلى الحرية وبناء دولة الجزائر الحديثة.
بدوره, قال محمد بن الحاج كاتب سيرته لوكالة الصحافة الفرنسية إن الرئيس الراحل "كان بخير الثلاثاء، لكنه شعر فجأة بإرهاق وصعد إلى غرفته لينام, ثم توفي بعد ظهر الأربعاء خلال نومه, وكانت إلى جانبه ابنتاه مهدية ونوريا.
وقد ولد بن بيلا لأسرة من الفلاحين في الخامس والعشرين من ديسمبر كانون الأول 1916, ونشأ في غربي البلاد قرب الحدود مع المغرب, ويعد من أبرز الشخصيات في حرب الاستقلال ضد الاستعمار الفرنسي بعد الحرب العالمية الثانية وقضى عدة سنوات في السجون الفرنسية.
ويعتبر بن بيلا واحدا من الزعماء الكبار الذين عملوا في إطار دول عدم الانحياز مثل الكوبي فيدل كاسترو والمصري جمال عبد الناصر والهندي جواهر لال نهرو والصيني ماو تسي تونغ، ووقفوا بوجه "الإمبريالية".
وفي 27 سبتمبر/أيلول 1962, أصبح بن بيلا رئيس المجلس الوطني للثورة الجزائرية ورئيس الحكومة. وفي الخامس عشر من سبتمبر/أيلول عام 1963 انتخب رئيسا للجمهورية ورئيسا للحكومة. وفي عام 1965 انقلب عليه وزير الدفاع هواري بومدين وأطاح به في انقلاب عسكري تم بدعم من الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة, كما تقول وكالة الصحافة الفرنسية في استعراض لسيرته.
واعتبر بن بيلا واحدا من المجموعة الصغيرة التي أطلقت شرارة الثورة على فرنسا وأصبح أول رئيس للجزائر بعد استقلالها إلا أنه أمضى 24 عاما في السجن.
ومع أنه أصبح رئيسا إثر انتخابات في 16 سبتمبر/أيلول 1963، فإن بومدين أطاح به في 19 يونيو/حزيران 1965 وزج به في السجن.
وبينما تأتي وفاة بن بيلا في الذكرى السنوية الخمسين لاستقلال الجزائر, تتباين مشاعر كثير من الجزائريين في هذه المناسبة لأنهم يرون أن طموحات مؤسسي الجمهورية الجزائرية الذين يمثلهم بن بيلا لم تتحقق بالكامل, حسب رويترز.