منفذ مجزرة قندهار يصل أميركا
وصل الرقيب الأميركي روبرت بيلز المتهم بقتل 16 قرويا أفغانيا بإطلاق النار عليهم الأسبوع الماضي إلى السجن العسكري في فورت ليفنوورث في كانساس على متن طائرة أقلته من الكويت حيث سيحتجز في زنزانة انفرادية في انتظار اتهامات ستوجه إليه، وفق ما أعلن الجيش الأميركي.
وأثار قرار نقل الجندي الأميركي -الذي كشف الجيش عن هويته رسميا- إلى الولايات المتحدة غضب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، ويشتبه بأن بيلز خرج من قاعدته في جنوب أفغانستان وقتل بالرصاص المدنيين الأفغان بينهم تسعة أطفال وثلاث نساء.
وخدم الرقيب بيلز (38 عاما وأب لطفلين) 11 عاما بالجيش الأميركي بينها ثلاثة في العراق على مراحل متباعدة، وكان موجودا بأفغانستان في إطار أول مهمة له بهذا البلد. وفقد بيلز جزءا من قدمه خلال إصابته بإحدى المعارك أثناء خدمته في العراق.
تبريرات
لكن محامي بيلز أكد أن الأخير كان لا يريد التوجه إلى أفغانستان، وخصوصا أن عائلته طلبت منه البقاء. وكان انخرط في دورات تدريبية ليصبح مدربا للمجندين بالجيش.
وأضاف أنه قبيل خروجه لارتكاب المجزرة، انفجرت قدم زميله في ساحة المعركة وكان بجانبه، ملمحا إلى احتمال أن يكون موكله -الحائز على عشرات الميداليات والتنويهات من الجيش لخدمته بالعراق- كان تحت تأثير ضغط عصبي ونفسي أثناء ارتكاب المجزرة بسبب حادثة زميله.
بدوره قال مسؤول رفيع بوزارة الدفاع (بنتاغون) -رفض الكشف عن اسمه- إن الجندي أفرط في الشرب قبيل ارتكاب جريمته خارقا بذلك قوانين الجيش الأميركي التي تمنع تناول الخمر في مناطق النزاع.
وبعيد الكشف عن هويته، أغلقت عدة صفحات على الإنترنت تتضمن صورا أو معلومات عنه بما في ذلك صفحة تابعة للموقع الإلكتروني للبنتاغون تعود إلى عام 2009.
وأفاد مقال نشر عام 2009 على صفحة تابعة للجيش أن بيلز شارك خصوصا في واحدة من أعنف المعارك بالعراق في يناير/ كانون الثاني 2007 في جنوب البلاد.
وأوضح المقال أن المعركة التي استمرت 15 ساعة انتهت بمصرع 250 مقاتلا جميعهم من "الأعداء" وفق التصنيف الأميركي. وعبر بيلز حينذاك عن اعتزازه بوحدته التي "ميزت بين الناس الجيدين العزل ومساعدتها بعد ذلك بثلاث أو أربع ساعات الذين حاولوا قتلنا".
وقال بيلز "أعتقد أن الفارق الحقيقي بين أن تكون أميركيا لا رجلا شريرا يعرض حياة عائلته للخطر بهذا الشكل".
وفور الكشف عن هويته، توجهت وسائل الإعلام إلى جيرانه في بلدة صغيرة جنوب مدينة سياتل، حيث أشادوا به وشككوا في أن يكون ارتكب المجزرة، قائلين إنه رجل طيب.