القذافي.. قصة الساعات الأخيرة
وصف العقيد معمر القذافي المعارضين الذين انتفضوا ضد حكمه الذي دام 42 عاما بأنهم "جرذان"، لكن المشهد الأخير اليوم جاء ليثبت العكس، حيث ألقى الثوار القبض على القذافي وهو مختبئ في أنبوب لصرف النفايات.
أحمد السحاتي وهو مقاتل في صفوف الثوار الليبيين، عمره 27 عاما، كان يجلس بجوار أنبوب الصرف أسفل طريق سريعة وهو يقول بنبرة لا تخلو من الانتشاء بالانتصار "القذافي وصفنا بأننا جرذان لكن انظر أين وجدناه".
ويروي مقاتلو ثورة 17 فبراير قصة الساعات الأخيرة للزعيم المخلوع، ويقولون إنه قبل صلاة الفجر بوقت قصير اليوم الخميس خرج القذافي محاطا ببضع عشرات من حرسه الخاص الموالين له، يرافقه قائد جيشه أبو بكر يونس جبر من حصار سرت المستمر منذ شهرين، وشقت المجموعة طريقها في اتجاه الغرب لكنهم لم يبتعدوا كثيرا.
قال حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن طائراته ضربت عربات عسكرية تابعة لقوات موالية للقذافي قرب سرت الخميس في حوالي الساعة 06.30 بتوقيت غرينتش، لكن الحلف أكد أنه غير واثق مما إذا كان القذافي قتل في هجومه.
ووقفت 15 شاحنة صغيرة فوقها مدافع آلية محترقة ومحطمة يتصاعد منها دخان بجوار محطة كهرباء فرعية تبعد نحو عشرين مترا عن الطريق الرئيسي الذي يقع على بعد ميلين إلى الغرب من سرت.
لكن لم تكن هناك حفرة نجمت عن انفجار قنبلة تشير إلى أن الضربة ربما نفذتها مروحية حربية أو أن طائرة مقاتلة أطلقت مدافعها على القافلة.
وداخل الشاحنات كانت جثث السائقين متفحمة والركاب الذين قتلوا على الفور في الضربة مازالت جثثهم على المقاعد وبعض الجثث الأخرى قد بترت أجزاء منها وهي في المجمل تقرب من خمسين جثة.
وقد نجا القذافي وعدد من رجاله من الموت وفروا فيما يبدو وسط مجموعة أشجار نحو الطريق الرئيسي واختبؤوا في أنبوبي صرف، لكن مجموعة من الثوار كانت تسير على دربهم في الاتجاه نفسه.
قال سالم بكير، أحد الثوار، "في البداية أطلقنا النار عليهم من مدافع مضادة للطائرات، لكنها لم تكن مجدية، ثم توجهنا إليهم سيرا على الأقدام".
قصير :短暂的