أوروبا على حافة انهيار سياسي
مرة أخرى تقف أوروبا على حافة الهاوية, فخطة إنقاذ اليونان التي أقرت مؤخرا على شفا الانهيار، وأزمة الثقة انتقلت من دول الأطراف إلى دول المركز في منطقة اليورو، وبقاء اليورو، بل الاتحاد الأوروبي برمته، أصبح على المحك.
ولاستعادة هذه الثقة المفقودة، استجاب القادة الأوروبيون للأزمة عبر تشكيلة من المقترحات.
رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه دعا إلى تطبيق قواعد أكثر صرامة على ميزانيات الدول الأعضاء، ورئيس بنك إيطاليا وخليفة تريشيه في البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي طالب بفرض سقوف ملزمة ليس على الموازنات فقط، بل على طائفة عريضة من السياسات الاقتصادية الوطنية للدول الأعضاء.
أما زعيم تحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا في البرلمان الأوروبي، غاي فيرهوفشتات فقد طالب، ضمن جوقة من الأصوات المتزايدة، إلى إصدار "سندات يورو"، فيما رأى وزير المالية الألماني ولفغانغ شويبله أن على أوروبا أن تتحول إلى اتحاد مالي كامل (Fiscal Union).
وإذا كان من قاسم مشترك بين هذه المقترحات فهو فشلها في تقديم حلول للمشكلات العاجلة والملحة التي تعانيها منطقة اليورو. بعض المقترحات الآنفة الذكر (تشديد قواعد الرقابة المالية والسياسات التي تؤثر في التنافسية) قد تساعد في منع حدوث أزمات مستقبلية لكنها عاجزة عن علاج الأزمة الراهنة.
أما المقترحات الأخرى، كالانتقال إلى وحدة مالية كاملة، فقد تتطلب مراجعات عميقة للمعاهدات التي تأسس عليها الاتحاد الأوروبي، في حين أن إصدار سندات يورو سيتطلب إجماعا سياسيا بين الدول الأعضاء، وهو ما يحتاج إلى شهور إن لم يكن سنوات كي يتحقق.
أوروبا لا تملك شهورا فضلا عن أن يكون لديها سنوات لعلاج هذه الأزمة. في هذه المرحلة من الأزمة ليس أمامها سوى أيام معدودة لتمنع وقوع الأسوأ، ولا بد أن يميز قاداتها بين ما يجب فعله الآن وما يمكن تركه للمستقبل.
انهيار:倒塌、崩溃