"خريف البراءة".. عن عاهات المجتمع وصناعة المجرم
صدرت عن دار الساقي رواية "خريف البراءة" لعباس بيضون، ليشكل الكاتب اللبناني من خلالها- وعبر أغلب أعماله الروائية- استثناء جديدا في مجموع الشعراء الذين خاضوا تجربة الكتابة السردية ونجحوا فيها.
فقليل هم الشعراء الذين تخلصوا من ذلك الاحتياطي من الشعرية وهم يتدبرون أمر السرد فداوروه بهويته وبلغته البراغماتية أو تمكنوا من أن يخلقوا من الخطاب الشعري الاستعاري لغة سردية مخصوصة.
فعل ذلك السوري الكردي سليم بركات، الذي اجترح خطابا مخصوصا ميزه عن بقية الشعراء وعن الروائيين، خطاب استعاري تحول إلى هوية للخطاب السردي عنده، بيننما سقط الكثير منهم في ترحيل خطابهم الشعري إلى الرواية، فأخفقوا كل الإخفاق.
تنهض هذه الرواية على الجريمة كمشكل رئيسي من مشكلاتها السردية، فالحكاية التي يرويها الشاب "غسان" ما هي إلا حكاية أمه التي خنقها والده وهرب إلى سوريا (درعا) ليلتحق بجماعة مسلحة هناك، ويبقى الطفل اليتيم يعيش تراجيديا الفقد، حاملا وزر جريمة والد وتهمة أم متهمة سرا بالخطيئة.