قصة طبيب سوري ركب الخطر لألمانيا
جلس الدكتور السوري هشام في مقهى بالقرب من ساحة بصمنة بمدينة إزمير (غربي تركيا) المطلة على شواطئ بحر إيجة بانتظار قدوم أحد المهربين ليتفق معه على تكلفة الرحلة وموعدها، بعدما قرر السفر برفقة زوجته وابنتيهما عبر زوارق مطاطية، أو ما بات يعرف بـ"قوارب الموت".
فرغم تبدل الطقس وارتفاع أمواج البحر العاتية، يبدو أنهم حزموا أمرهم بالفعل للعبور إلى الضفة الثانية بحثا عن وطن جديد أو مؤقت ربمّا.
ومعظم الذين ينوون القيام بهذه الرحلات يدركون أنهم سيواجهون مخاطر كثيرة، وأن الموت يتهددهم، لكنهم لن يتوانوا عن ركوب هذه المغامرة، فعلى الضفة الثانية توجد حياة أفضل بانتظارهم، حسب تعبيرهم.
الدكتور هشام كان موظفاً حكومياً وشغل منصباً هاماً وظل على رأس عمله مدة 15 عاماً وارتقى لمراتب وظيفية عالية، لكنه بين عشية وضحاها اضطر لمغادرة منزله في منطقة "المهاجرين" المحاذية لجبل قاسيون، والتي تنتشر فيها قواعد للصواريخ ومقرات عسكرية تابعة للنظام.