70% من مواليد الثمانينات يواجهون ضغوط الزواج والولادة والعمل
"حان الوقت لتبحث عن عمل بعد عيد الربيع"، "لم تعد صغيرا، حان الوقت للزواج"، "تزوجت منذ سنوات، وحان الوقت لتنجب ولدا"....هذه الجمل وغيرها، تتواتر بصفة مستمرة على مسامع مواليد الثمانينات من الوالديْن، والأقارب والأصدقاء. حيث أصبح جيل الثمانينات يعد "جيل الضغط"، نظرا للضغوط المسلطة عليه من الآباء والأصدقاء، بسبب بلوغ أبناء هذا الجيل سن الزواج، ما يدفع البعض منهم إلى التعسف على رغبته من أجل إرضاء الوالدين. ولهذا يخاف أبناء جيل الثمانينات من العودة إلى البيت، وقضاء العيد، والغداء الجماعي.
ومع إقتراب عيد الربيع، قام المراسل بإستطلاع 50 شابا من مواليد الثمانينات، أشار 76% منهم إلى أنهم قد أصبحوا يعيشون ضغوطا متفاوتة قبل أن يحل عيد الربيع. فمن ليس له عمل يعيش ضغوط إيجاد العمل، ومن لم يتزوج بعد يعيش ضغوط الزواج، ومن ليس له أطفال يعيش ضغوط الإنجاب.
ولهذا يجتهد أبناء "جيل الضغط" بكل ما في وسعهم لمواجهة ضغوط الوالدين والأصدقاء. حيث يقول الشاب تشنغ البالغ من العمر 28 سنة، "لقد كدت أستأجر صديقة على الإنترنت لتعود معي إلى الأهل لقضاء العيد."
ويضيف الشاب تشنغ، أنه قد فكر جديا في إستئجار صديقة، لكنه عند التفكير في درجة تقبل والديه لهذا الأمر، تراجع عن هذه الفكرة. "هؤلاء أبويا في النهاية، وفي حال إكتشافهما الحقيقة، سيغضبان كثيرا، وسيكون الضرر أكثر من النفع. "
لاحقا قام المراسل بإدخال عبارة "تأجير صديق" داخل مربع البحث على موقع تاوباو، فتحصل على 585 نتيجة. ويوفر ركن "تأجير صديق" خدمات المرافقة في التسوق، والمرافقة في الحديث، والمرافقة في الطعام وغيرها، وتختلف أسعار مختلف الخدمات، ويوفر جميع الخدمات مقابل 2000 يوان في اليوم. لكن غالبية مستخدمي الإنترنت عبروا عن عدم تقبلهم للقيام بتأجير صديق أوصديقة عبر الإنترنت لقضاء العيد مع الأهل.
وإلى جانب تأجير الأصدقاء والصديقات لقضاء العيد مع الأهل، عبر العديد من مستخدمي الإنترنت عن رغبتهم في الخروج مع الأصدقاء للسياحة أو التسوق، والإستراحة. وهناك بعض مستخدمي الإنترنت قالوا بأنهم سيواجهون ضغوط الآباء والأصدقاء عبر "المماطلة" أو"التهرب".
وفي هذا الجانب، يرى سون جين الأستاذ المساعد في علوم التربية بجامعة المعلمين ببكين، أن من السلبيات الكبرى في "التربية الأسرية التقليدية في الصين" هو عدم وجود تبادل وحوار ندي بين الجيل الكبير والجيل الصغير، بحيث يتحول إعتناء الكبار بالصغار إلى نوع من الضغط والتحكم، مثلا؛ تعامل الجيل الكبير مع الجيل الصغير في مسائل الزواج والإنجاب، عادة ما يكون عبر محاولة التحكم والتوجيه، وليس عبر الحوار والتبادل الندي، وفي عصرنا الحالي الذي يشهد إندماج الثقافة الصينية بالغربية، يصبح من الصعب تجنب مضايقة الجيل الصغير عبر هذا السلوك.
"وهنا على الجيل الكبير، أن يعيد التفكير." تعليقا على ذلك، يرى سون جين، أن الجيل الكبير عليه أن يفهم أن الجيل الصغير سيكبر أيضا، وستتجه وجهات نظره إلى الأشياء نحو النضج، كما أن لكل جيل طموحاته الخاصة، ولذا على الجيل الكبير أن يجري حوارات ندية أكثر مع الجيل الصغير، ولايحاول فرض أفكاره وتجاربه الشخصية عليه. كما يجب أن يعرف أن مجتمعنا بصدد التغير، وأن أفكار الجيل الكبير ليست دائما صائبة.
وفي هذا السياق يرى هو قوانغ واي الباحث في علم الإجتماع بأكاديمية العلوم الإجتماعية بمقاطعة سيتشوان، أن على الشباب إبداء التفهم والتسامح مع إنشغال الجيل الكبير، لأن هذا الجيل في النهاية يأمل لهم العيش الهنيئ، وعدم الوقوع في الأخطاء.
وكما علق بعض مستخدمي الإنترنت، بأن هذا "الإلحاح" رغم أنه أحيانا يكون مزعجا، لكن هذه المواضيع لانجدها إلا بين الشباب المتغرب في المدن الأخرى والأقارب، وهذا "الإلحاح" يعكس النوايا الطيبة، وبهذا الإلحاح فقط نستشعر النكهة الفريدة للمشاعر الإنسانية الصينية.