人民网：谁制造了“蝙蝠侠”的敌人 (阿语)

تعليق: من صنع عدو "باتمان"

ماهي السينما؟ ببساطة هي صناعة الحلم. لكن الحلم إلى جانب كونه من الممكن أن يتحقق، قد يتحول كابوس مهلك أحيانا. وهذا ما حصل في فجر يوم 20 يوليو بالتوقيت الأمريكي، حيث حدثت مجزرة مرعبة أثناء العرض الأول لفيلم "سلسلة باتمان: صعود فارس الظلام" في مدينة دنبر بولاية كولورادو الأمريكية، خلفت 12 قتيلا.

في الحقيقة، حادثة فيلم "باتمان" ليست هي الوحيدة التي تحدث بسبب الأفلام، هناك موقع إلكتروني قام بطرح قائمة من 10 حوادث على الأقل متعلقة بالسينما، بما في ذلك "الله الأب"، و "الرجل X: المحطة الأخيرة" و "ماتريكس"، إلخ. وهذه الاحداث تشمل مقاطعة الجمهور، والصدامات الفجئية، وحتى بعض الأحداث التي ليس لها علاقة بالأفلام.

لكن الجدير بالإهتمام، هو فيلم "ماتريكس"، لأن الأحداث الإجرامية التي أثارها تعد علامة بارزة. وقد ذكرت التقارير أن أعمال العنف التي أثارها فيلم "ماتريكس" رغم أنها لم تحدث داخل قاعات السينما، لكن قوة التأثير المتواصلة التي أحدثتها هذه السلسلة السينمائية مثيرة جدا. ففي العام 2003 قام شاب عمره 19 سنة بقتل والديه، وقد قال محاميه بأن ذلك حدث بسبب أن هذا الشاب البالغ من العمر 19 عاما كان على يقين بأنه يسكن في داخل جسد الأم.

فلماذا أصبحت الحدود الواضحة بين الحقيقة والحلم في الماضي تبدو الآن ضبابية، وبلغ الأمر حد ظهور أعدادا متزايدة من الأشخاص الذين لايستطيعون التفريق بين الخيال والحقيقة؟ وهذا على علاقة بالعالم الإفتراضي الذي خلقته شبكة الإنترنت.

فبعد ظهور شبكة الإنترنت أصبحت الفوارق بين الحقيقة والإفتراض (بمافي ذلك الحلم) تتقلص شيئا فشيئا. وقام الإنتاج الفني بإزالة هذه الفوارق نهائيا. نظارات غوغل التي أعلن عنها قبل مدة قصيرة وهي الآن في طور التصميم، إلى جانب أنها تمكن الإنسان من النظر إلى العالم الحقيقي، تمكنه أيضا من رؤية المزيد من المحتويات الثرية. أما عما إذا كان ذلك يتعلق بالحقيقية أو الإفتراض، فلا أحد يهتم؟

رغم أن هذه الحادثة يعتقد بأنها حادثة معزولة، أوما يسمى بالحوادث الفجئية، والفاقدة للسبب، لكن من خلال التحقيق في الجريمة يمكننا ملاحظة أن حدوث هذه المأساة ليس بمعزل عن فيلم "باتمان". وقد صرح مدير شرطة مدينة نيويورك ريموند كيلي يوم 20 يوليو، بأن المجرم هولمس يشبه الأشخاص الذين يعانون من اختلال نفسي. ووفقا للأخبار التي وردته، فإن هولمس "قد صبغ شعره باللون الأحمر، وأطلق على نفسه اسم المهرج، ومن الواضح أنه عدو باتمان . " ووفقا للتقارير، فإن "المهرج" يلعب دور الطرف المناهض في فيلم "صعود فارس الظلام: سلسلة باتمان" حيت تتميز شخصيته بالعدوانية، وانعدام الإنسانية، وقد جلب الكثير من الكوارث والرعب للمدينة التي يسكنها من خلال صناعة الكمائن ."

جيمس هولمس مرتكب هذه الجريمة والبالغ من العمر 24 عاما هو طالب في مرحلة الدكتوراه في تخصص علم الأعصاب، وهو الآن بصدد اعداد اجراءات ترك الدراسة في جامعة كولورادو فرع مدينة دينبر، يعد الإنسان المعزول المطلق الذي صنعته الإنترنت. هذا الصنف من الأشخاص يعرف عنه الهدوء، ويحبون تأدية الأدوار الموجود في ألعاب شبكة الإنترنت. وهم متخمرون في عالمهم الخاص، يحبون التواصل مع الإنسان الآلة، وليس التواصل مع الإنسان مباشرة---- بل حري أن نقول بأنهم فقدوا القدرة على التواصل مع الناس. وفي مايتعلق بما بإنعدام الفوارق بين الحقيقة والخيال علينا أن نعترف: بأن شهوة الإجرام، والشعور بالذنب والعار لدى الإنسان بصدد التغير؛ كما أن هناك عدد متزايد من "المعزولين المطلقين" الذين تصنعم شبكة الإنترنت يتكاثرون حولنا.