人民网：发展中美关系需要更多的务实对话（阿

发展中美关系需要更多的务实对话

تعليق: تنمية العلاقات الصينية الأمريكية في حاجة إلى المزيد من الحوار البراغماتي

صحيفة الشعب اليومية – الصادرة يوم 3 مايو عام 2012 – الصفحة رقم 21

تعقد الدورة الرابعة من الحوار الإستراتيجي الصيني الأمريكي يومي 3 و4 مايو الحالي في العاصمة بكين. وهي تعد فرصة جديدة للحوار الصيني الأمريكيى خلال هذا العام.

تولي عدة أطراف أهمية كبرى لهذا الحوار وتلقي عليه الكثير من الآمال، وهذا يعود لعاملين هامين: أولا، الدورات الثلاثة السابقة أفرزت نتائج جيدة، وزودت العلاقات الصينية الأمريكية بحيوية واقعية. ثانيا، تحافظ العلاقات الصينية الأمريكية إجمالا على نمو مستقر في المرحلة الحالية، لكن هناك قضايا من السهل الإشارة لها بالإصبع. وسواءً على مستوى الحوار الإستراتيجي أو التعاون البراغماتي، لا تزال هناك العديد من المشاكل التي تنتظر المعالجة.

العلاقات الصينية الأمريكية لم تكن يوما طريقا معبدة ومنبسطة، بل كان داخل الإنبساط تعرج وداخل التقدم تناقض، حيث يمكننا القول أن هذا هو الوضع العادي للعلاقات الصينية الأمريكية. لكن كيف تمكن الحوار البراغماتي الصيني الأمريكي من مواصلة تحقيق إختراقات في ظل هذه الخلفية المعقدة؟

بعد مسيرة 40 عاما، أصبحت العلاقات الصينية الأمريكية اليوم تتدرج نحو النضج. وأصبح بإمكان المصالح الثنائية الصينية الأمريكية المتداخلة والمتشابكة، وفضاء التعاون الواسع وآليات الحوار ذات الصلة، أن تتحكم في القضايا العالقة، وأصبح تيار التعاون الرئيسي هو الذي يحدد إتجاه تطور العلاقات بين البلدين.

يكمن نمو العلاقات الصينية الأمريكية في مراحل تدعيم الثقة المتبادلة ومعالجة القضايا بإستمرار. وإدراك أن الشراكة ستنفع الجانبين، والصراع سيضر بهما، وأن الثقة المتبادلة ستدفع الجانبين إلى الأمام والريبة ستجرهما إلى الخلف. ويجب التنويه هنا، بأن كل هذه المبادئ تجد إجماعا عاما من الجانبين الصيني والأمريكي. لكن، العلاقات المعقدة والعميقة والإستراتيجية بين البلدين مترابطة فيما بينها إلى حد النخاع. حيث لايزال شبح "القواعد القديمة للعبة"، وتعارض المصالح، يمثلان تحديات كبرى أمام الثقة الإستراتيجية المتبادلة بين البلدين.

ولتنفيذ الإجماع الثنائي الذى توصل إليه قادة البلدين حول شراكة إستراتيجية قوامها الإحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، هناك حاجة إلى النظر بعيدا، ونبذ الخلافات، كما يجب أن لايغيب عن ذلك تدعيم الإجماع والحكمة والعقلانية والجرأة. الحوار البراغماتي، لاشك أن من شأنه إزالة الأحكام الإستراتيجية الخاطئة، ومعالجة الخلافات والإحتكاكات بطريقة بناءة.

الصين وأمريكا تختلفان في مستوى النمو ونموذج النمو، لذلك من العادي أن تكون هناك تناقضات وخلافات بين الجانبين. وفي حين تتزايد الإحتكاكات التجارية والإقتصادية بين الصين وأمريكا، يتسع مجال التعاون بين الجانبين، وتتعدد المجالات، حيث أصبح نمو كل طرف مرتبط بنمو الآخر. في ذات الوقت علينا أن ننظر إلى الفرص التي توفرها بنية التعاون الحالية في تدعيم إنتعاش الجانبين، والنمو المستدام والمتوازن، وفي توسيع التجارة والإستثمار، والإستقرار وإصلاح السوق المالية، وعدة مجالات تعاون أخرى. الحوار البراغماتي، لن يساعد فقط على المعالجة الملائمة للقضايا والخلافات بين الجانبين، بل سيوفر دعامة صلبة لتطوير العلاقات الصينية الأمريكية. وعبر المراكمة المتواصلة للثمار، تتم مراكمة الثقة المتبادلة. وكلما كان هناك مزيدا من الثقة المتبادلة بين الصين أمريكا كلما كان من السهل معالجة القضايا العالقة بينهما.

نحن لدينا ثقة في آليات الحوار الإستراتيجي والإقتصادي. وعلى مبدأ مراكمة الإيجابيات، من خلال الخروج بنتائج إيجابية من كل دورة حوار، وجعل كل دورة تفرز المزيد من النتائج الواقعية والملموسة، سيكون بإمكان الجانبين الصيني والأمريكي تقليل بؤر الخلاف ودعم التعاون وإزالة المزيد من عراقيل الثقة المتبادلة، وفتح طريق جديد للتعاون بين دولتين عظميين.

إن الجانب الصيني مستعد للسير جنبا إلى جنب مع الجانب الأمريكي، والإنطلاق من الإرتفاع الإستراتيجي والزوايا بعيدة النظر، للتدعيم المتواصل للحوار والتبادل والتعاون بين الجانبين، والإحترام المتبادل للمصالح الجوهرية لكلا الطرفين، وإتباع سلوك براغماتي لمعالجة مختلف القضايا بين البلدين بصفة ملائمة، ودفع البلدين للمضي قدما على طريق علاقات الشراكة البنائة، من أجل تحقيق الرفاهية لشعبي البلدين وشعوب العالم كافة.