“冷”不下来的西亚北非石油投资
تعليق: الإستثمارات النفطية في غرب آسيا وشمال إفريقيا لن تتراجع كثيرا
صحيفة الشعب اليومية – الصادرة يوم 1 ديسمبر عام 2011 – الصفحة رقم 22
صرح كبير الإقتصاديين بالوكالة الدولية للطاقة الدكتور فتيح بيرول مؤخرا أن 90% من الزيادة في إنتاج النفط في 10 أعوم القادمة ستكون من منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا. وإذا لم تنجز الإستثمارات المتعلقة في موعدها، فسيشكل ذلك خطرا كبيرا على تزويد النفط، وسترتفع الأسعار إرتفاعا كبيرا. وبعد هذا التصريح، أصبحت مسألة الإستثمار في نفط هذه المنطقة محل إهتمام الجميع.
ضخامة الإحتياطي النفطي في منطقة غرب آسيا و شمال إفريقيا
أوضحت إحصاءات شركة بريتش بتروليوم لعام 2011، أن إحتياطي النفط في غرب آسيا و شمال إفريقيا يمثل 60% من الإحتياطي العالمي، وأن كمية الإنتاج تمثل 39% من الإنتاج العالمي. زد على ذلك أن النفط في هذه المنطقة يتميز بجودته العالية، وقربه إلى السطح وسهولة إستخراجه، إضافة للموقع الجغرافي المتميز للدول المنتجة، وسهولة النقل.
إنتباه رؤوس الأموال العالمية لنفط منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا منذ مدة طويلة
بعد نهاية الحرب الباردة إنفردت الولايات المتحدة بالسيطرة على نفط منطقة غرب آسيا، وتهافتت شركاتها على الإستثمار في المنطقة. كما لم تبقى أوروبا واليابان وروسيا مكتوفة الأيدي، بل قاموا هم أيضا بتوسيع إستثماراتهم في المنطقة. وبعد إنتهاء حرب العراق، أخذت الشركات الأمريكية والبريطانية قصب السبق في الإستثمار في النفط العراقي، وبذلك صعّدت الولايات المتحدة مرة أخرى من قدرة إستحواذها على نفط المنطقة. ومع بداية القرن 21، ونظرا للنمو السريع الذي تشهده الدول الناشئة، دخلت هذه الدول أيضا بقوة على خط إستغلال نفط منطقة غرب آسيا، وحصلت على نصيب معتبر من السوق. لكن على صعيد المنافسة، أظهرت الشركات الغربية وفي مقدمتها الشركات الأمريكية تفوقا واضحا على مستوى السيولة و التقنية والإدارة.
إلى جانب الإستثمارات الأجنبية، وبفضل النمو الإقتصادي السريع الذي تشهده الدول المنتجة للنفط، وتراكم الثروة النفطية، أصبح نفوذ الشركات النفطية المحلية يتزايد بإستمرار، ولم تكتف هذه الشركات بالإستثمار في المشاريع النفطية لدولها، بل أصبحت أيضا تقارع الرؤوس النفطية العالمية الكبرى في سباق الحصول على العقود النفطية في المناطق الأخرى وأظهرت هذه الشركات مرونة وقدرة تنافسية.
أهمية منطقة غرب آسيا و شمال إفريقيا على الخريطة النفطية جعلت المنطقة تمتلك جاذبية كبيرة للإستثمار، لكن عدم الإستقرار الذي تشهده المنطقة يمثل عائقا كبيرا أمام الإستثمارات. حيث أدت الإضطرابات المستمرة إلى تعكير أجواء الإستثمار في المنطقة، وأثرت على إدارة الإنتاج، ما إضطر الكثير من شركات النفط الأجنبية إلى مغادرة المنطقة، ووقف تدفق السيولة. وعلى المدى المتوسط، ستشهد جاذبية المنطقة للإستثمارات النفطية تؤثرا بسبب الأوضاع الأمنية. و وفقا للتقرير الذي نشرته الشركة العربية للإستثمار في النفط في أكتوبر 2011، فإن الإضطرابات التي تشهدها المنطقة ستؤدي إلى إنحصار الإستثمارات في إيران في حدود 58 مليار دولار خلال الخمسة سنوات القادمة، كما ستتراجع الإستثمارات النفطية في كل من قطر ،البحرين، مصر، ليبيا، سوريا، تونس واليمن.
وقد صرحت وكالة الطاقة الدولية أنه في حال تعطل 1\3 الإستثمارات النفطية في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا، فإن أسعار النفط ستصل إلى 150 للبرميل. ومن المؤكد أن الإستثمارات النفطية في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا ستشهد قدرا ما من التأثر، وهذا سيؤدي حتما إلى تدني كمية الإنتاج، الأمر الذي سيفضي إلى إرتفاع أسعار النفط. غيرأن الظواهر التي تنبأت بها وكالة الطاقة الدولية من الصعب أن تتحقق، فمن جهة مازالت النمط الإقتصادي العالمي يعتمد على كميات كبرة من التفط، كما يتزايد طلب السوق العالمية على النفط بصفة مستمرة، في ظل التراجع المستمر الذي يشهده الإحتياطي العالمي من الذهب الأسود، و على ضوء ذلك، فإن صعود أسعار النفط هي أحد حتميات المرحلة القادمة. كما ستحفاظ الشركات النفطية على هامش عال نسبيا من الربح. وهذا يوحي بأن مستوى الإستثمار في النفط بن يشهد تراجعا كبيرا. من جهة أخرى فإنه نظرا للنمو الإقتصادي السريع الذي تشهده الدول النفطية، فإن إستثمارات الشركات النفطية المحلية تشهد إرتفاعا متزايدا، وستتمكن في النهاية من معالجة الظروف الخارجية التي تعيق عملية الإنتاج.