تقرير: السيارات الصينية تتجول على ضفاف النيل
صحيفة الشعب اليومية -الصادرة يوم 26 سبتمبر عام 2011- الصفحة رقم: 22
أفتتحت يوم 24 سبتمبر الدورة السادسة عشرة من المعرض الأفريقي العربي الدولي للسيارات وقطع الغيار الذي يتواصل على مدى 5 أيام في مركز المعارض الدولي بالعاصمة المصرية القاهرة، ويشارك في المعرض أكثرمن 250 شركة من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي جلب الإنتباه في هذه الدورة، هو حضور السيارات الصينية مع سيارات فولكسفاغن الألمانية وتويوتا اليابانية والماركات الفرنسية تحت سقف واحد.
وكان من بين السيارات الصينية المشاركة، سيارة جيلي من تشهجيانغ، وليفان من تشونغتشين، وسيارة هواتشن وسيارة جيانغهوي. وقد حظيت السيارات الصينية خلال المعرض بإهتمام الكثيرمن المصريين، حيث تفرجوا وقارنوا وركبوها لتجريب المقود. وكان من بين الزوار المصريين أستاذ المدرسة الثانوية يدعى سيناوي، إصطحب زوجته وأولاده الثلاثة إلى المعرض وظل يتردد على سيارة جيلي، وقال خلال إجابة عن سؤال صحفي، أن تنافسية أسعار السيارات الصينية عالية، فأسعارها أقل من السيارات اليابانية، كما أن جودتها موثوقة، حيث تتلائم كثيرا مع إمكانيات الطبقة التي ينتمي إليها هو، لذلك، يعتزم شراء سيارة صيينة.
وخلال مقابلة صحفية أجريت مع السيد عادل، مدير تسويق شركة السيارات " الجواد الطائر " ، قال إن الحكومة المصرية إتخذت إجراءات تشجع على شراء السيارات، وبالنسبة للمصريين يعتبر شراء السيارات دلالة على الهوية والمكانة والنجاح. لكن، نظرا لتدني الدخل و إرتفاع أسعار السيارات فإن الكثير من العائلات المصرية غير قادرة على شراء السيارات. لذا، يمكن القول، إن دخول السيارات الصينية إلى السوق المصرية سيحقق حلم الكثير من المصريين في شراء سيارة.
وتشهد السيارات الصينية المتجولة على ضفاف النيل في الوقت الحالي تزايدا مستمرا. ووفقا لمراسلنا، فإن من بين الماركات الصينية التي شاهدها تجول في شوارع مصر، يوجد هواتشن وتشيري وأوتوا، وهافي لوباو، وجين لونغ، و يوي تونغ، وجينهوانغ، و تشانغ تشنغ، إلخ. وتمثل السيارات الصغيرة الغالبية العظمى منها، كما توجد السيارات المتوسطة والكبيرة. ورغم أن عدد السيارات الصينية في مصر لا يقارن بعدد السيارات الأوروبية والأمريكية واليابانية و الكورية إلخ، لكن تنافسية أسعار السيارات الصينية، جعلت عددا متزايدا من المصريين يقبلون على شرائها.
يبلغ مجموع عدد الدول العربية والإفريقية أكثر من 70 دولة، وتمثل السيارة أهم وسيلة نقل في هذه الدول، ويقدر معدل نمو حاجة هذه البلدان للسيارات بــ 5% سنويا. في ذات الوقت، تعد جميع هذه الدول غير منتجة للسيارات، وهذا يوفر فرصة جيدة أمام تصدير السيارات الصينية. فيما أشارت صحيفة "الخبر المصرية" إلى أن حصة السيارات الصينية من السوق المصرية تشهد في الوقت الحالي إزديادا مستمرا.
وخلال المعرض، قامت شركة هواتشن للسيارات بالتعاون مع الصندوق الصيني الإفريقي بإمضاء إتفاقية مع مجموعة بفاريا المصرية، حيث سيشترك الجانبان في إستثمار بقيمة30 مليون دولار لتأسيس شركة تسويق، وذلك لتوسيع وتطوير قنوات تسويق سيارات هواتشن في مصر. وبناءا على الإتفاقية، سيواصل الطرفان الصيني و المصري إستثمار90 مليون دولار لتوسيع نطاق صناعة سيارات هواتشن في مصر. وهذه أول إتفاقية صينية مصرية يتم إمضائها بين الجانبين منذ إندلاع أحداث يناير في مصر. ومن المتوقع أن يشغل هذا المشروع 2000 عامل مصري. كما سيشمل إستثمار شركة هواتشن تطوير قطاع قطع غيار السيارات في مصر.
لكن، في الوقت الذي تسعى فيه السيارات الصينية إلى إقتحام السوق العربية والإفريقية، تنتظرها العديد من المشاكل التي يستوجب حلها بسرعة.
أولا، السيارات الصينية لا تتلائم مع حرارة الطقس العالية والبيئة الصحراوية في الشرق الأوسط. حيث تصل درجة الحرارة خلال فصل الصيف في القاهرة إلى 40 درجة، لذلك تزداد حاجة السيارات إلى المكيفات وأنظمة التبريد، لكن يالنسبة لسيارة QQ وغيرها من السيارت التي لاتتجاوز قوة الدفع عندها 0،8، فإنه ليس بإمكانها الإستجابة لهذه المتطلبات. لذلك يجب أن تتميز السيارات الصينية المصدرة إلى الشرق الأوسط بقوة دفع كبيرة، وقدرة عالية على تحمل الحرارة، ومناسبة للتضاريس الوعرة في المنطقة.
يتمثل المشكل الثاثي، في ضعف تقنيات الإدارة العلمية والنظامية. حيث مازالت عمليات الدعاية للسيارات الصينية غير كافية، كما لا توجد بينها وبين الوكلاء المحليين قنوات إتصال جيدة. فمثلا عندما تنقل مراسلنا إلى احد محلات بيع السيارات في القاهرة، شاهد تعريفا لسيارة أوتوا، ومن الغريب أنه كان مكتوبا باللغة الصينية، وقد كان صاحب المحل نفسه يطلب من مراسلنا أن يفسر له ذلك. في المقابل، أسست شركة هيونداي الكورية،شبكة تسويق متكاملة خاصة بمنطقة الشرق الأوسط، تتكون من 4 شركات تجارية كبرى و أكثر من 20 وكيلا تجاريا، وهي تتمتع بقدرة تنافسية عالية.
التحدي الثالث يتمثل خدمات ما بعد البيع التي تنتظر مزيدا من التحسينات. ففي الوقت الحالي يجد الزبون المصري الذي يقود سيارة صينية صعوبة في العثور على مكان لإصلاح سياراته، بينما تتواجد محلات إصلاح الأنواع الأخرى من السيارات بكثرة.