أطفال غزة ذوو الاحتياجات الخاصة يحطمون رقما قياسيا برسم أكبر لوحة في العالم
للمرة الاولى في تاريخ قطاع غزة حطم الالاف من الاطفال الفلسطينيين من ذوي الاحتياجات الخاصة رقما قياسيا عالميا جديدا، ادخلهم بكل جدارة إلى موسوعة غينيس للارقام القياسية عندما رسموا ببصمات ايديهم اكبر لوحة في العالم زادت مساحتها عن خمسة آلاف مترا مربعا.
اللوحة الجدارية العالمية، التي شارك في رسمها أكثر من خمسة الاف طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة، تمت بترتيب من الاونروا ضمن برامج ألعاب الصيف الكبرى التي تنظم كل عام والتي يشارك بها مئات الالاف من الأطفال الفلسطينيين. وخلال الاحتفالية الكبرى التي اقيمت في ملعب المدينة الرياضية في خانيونس جنوب القطاع، والتي تعد الثالثة خلال ألعاب الصيف التي يحطم فيها اطفال غزة ارقاما قياسية عالمية أعرب كريس نوردال القائم باعمال مدير عمليات الاونروا، عن سروره بوقوفه وسط أطفال غزة للكشف عن أكبر لوحة فنية في العالم، مبينًا أن الاونروا ستواصل دعمها للأطفال وستقف إلى جانبهم للخروج من الحصار الإسرائيلي الذي يعانون منه. واضاف:
“حطم الأطفال الاسبوع الماضي الرقم القياسي العالمي في طبطبة الكرة، وتعلمون أيضا، انه قبل ثلاثة أسابيع، حطم أطفال غزة في خان يونس أول رقم قياسي عالمي في اللعب بالمظلات. واليوم، سيحطم أطفال غزة الرائعون ثالث رقم عالمي في ألعاب هذا الصيف، والتي ستعد سادس رقم قياسي عالمي لألعاب الصيف على مدى السنوات الثلاث الماضية”.
وتحدث نوردال عن الخدمات التي قدمتها الوكالة خلال المخيمات الصيفية التي أقيمت هذا العام. وأكد أن أطفال غزة بالرغم من أنهم يعيشون ظروف الاعاقة والحصار إلا أنهم تحدوا ذلك واثبتوا أنفسهم.
”جميع أطفال غزة ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، الخمسة آلاف، الذين انتجوا هذه اللوحة الرائعة، الذين لا يعيشون فقط في غزة في ظل الحصار، وإنما أيضا، لديهم مشاكلهم الخاصة”.
من جهته قال ممثل المنظمات الأهلية المشاركة في اللوحة خالد أبو شعيب إن أطفال غزة يبرهنون للعالم بأن الحصار لن يثنيهم، وإنهم هم الأقوى مؤكدا أن الأطفال يخرجون من جديد من وسط المعاناة والحصار بأكبر لوحة قياسية صممت على أيديهم، وأن اللوحة طبعت عليها الأيدي لتثبت للعالم بأن الأطفال متماسكون.
وفور اعلان المراقبين الدوليين النتائج النهائية، للرقم القياسي العالمي الجديد، صفق المئات من الأطفال لهذا الانجاز فيما انطلقت اهازيج واغاني فلسطينية تصدح عاليا في سماء المهرجان وسط اجواء مبهجة اضفت روحا جديدة لهذه القدرات الابداعية الخلاقة لذوي الاحتياجات الخاصة والتي فاجئت الجميع.
الطفلة آلاء الجبور، اعربت عن سعادتها الشديدة بهذا الفوز العظيم..
”اليوم أحلى يوم بحياتي لإن نحن فزنا، اليوم كان كتير جميل، إنه إحنا نشارك في ألعاب الصيف، وإن شاء الله كل مرة نفوز”.
المستشار الاعلامي للاونروا عدنان ابو حسنه قال إن أطفال غزة يثبتون انهم الأقدر على مواجهة الصعاب رغم الحصار مؤكدا ان كل ما يحتاجونه هو فرصة لاثبات ذاتهم. واضاف ان ذوي الاحتياجات الخاصة يملكون طاقات ابداعية كبيرة فجروها خلال الاحتفال:
“الآف من هؤلاء الأطفال شاركوا في هذه العملية، اكثر من خمسة آلاف طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، رسموا لوحة مساحتها أكثرمن خمسة آلاف متر مربع، لوحة تشكيلية من بصمات الايادي، حوالي 246 الف بصمة يد كانت على هذه اللوحة الكبيرة وسط ذهول كبير وتصفيق هائل”.
وحول رسالة الاونروا من وراء هذه النشاطات قال الناطق الرسمي باسم الاونروا في الشرق الاوسط كريس غينيس ان رسالة الاطفال واضحة وهي ان الحصار غير شرعي وعقاب جماعي يطال مئات الالاف من الاطفال الفلسطينين:
“رسالة اسرائيل للأطفال واضحة جدا، إن هناك عقابا جماعيا يجري هنا. وهذه محاولة لتسليط الضوء على خرق القانون الدولي. إن الصليب الأحمر يرى في حصار غزة خرقا للقانون الدولي، إننا نريد الشفافية التامة والمساءلة لأن أطفال غزة يتعرضون للعقاب الآن. مائتان وخمسون ألف طفل يتعرضون للعقاب الجماعي. إن هناك سوء معاملة الأطفال هو إهانة لإنسانيتنا جميعا ويجب وقفها”.
ويبدو أن في جعبة أطفال غزة خلال الايام القادمة مفاجئة جديدة بتحطيم رقم قياسي عالمي رابع في موسوعة غينيس وذلك في ختام ألعاب الصيف الاكثر اثارة وتنظيما منذ بدئها قبل خمس سنوات.
علا المدهون / اذاعة الامم المتحدة / قطاع غزة