الأونروا تتطلع لتنفيذ قرار إسرائيلي بشأن السماح بدخول مواد البناء إلى غزة
أعربت وكالة الأونروا عن تطلعها لصدور الموافقة الرسمية من إسرائيل على إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة، لتستأنف الوكالة العمل في مشاريعها المعطلة.
التفاصيل من مراسلتنا في غزة علا ياسين.
أثار القرار الإسرائيلي بالسماح لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بإدخال مواد بناء لإعادة استئناف العمل في خمسة من مشاريعها العشرين التي توقفت قبل نحو خمسة أسابيع بسبب الحظر الإسرائيل على دخول مواد البناء إلى قطاع غزة، أثار ارتياحا كبيرا في أوساط اللاجئين الفلسطينيين الذين عبروا عن تمنياتهم برفع الحصار بصورة كاملة وتشغيل القطاع الأهم في غزة وهو قطاع البناء والتشييد.
الأونروا من جهتها قالت إنها تلقت مؤشرات إيجابية من الجانب الإسرائيلي خلال محادثات متواصلة الأسبوع الماضي، ولكنها تنتظر الموافقة الإسرائيلية الرسمية خلال الأيام أو الساعات القادمة.
عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا أكد لإذاعة الأمم المتحدة أن منظمته تنتظر أن توافق إسرائيل على إدخال مواد البناء للمشاريع العشرين وأيضا للقطاع الخاص الفلسطيني.
"اتضح خلال اليومين الماضيين أن هناك إشارات إيجابية بموافقة إسرائيلية على خمسة مشاريع تنفذهاالأونروا هنا في قطاع غزة ويبقى خمسة عشر مشروعا تنتظر موافقة إسرائيلية لإدخال مواد البناء، لم نبلغرسميا بهذه الأخبار ولكن نشرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية، نحن نشعر بارتياح لبدء عملية إدخال موادالبناء حتى نتمكن من تنفيذ المشاريع التي طال انتظارها."
وحول تأثيرات توقف المشاريع على الوضع الاقتصادي والمعيشي في غزة قال أبو حسنة:
"الأوضاع في قطاع غزة متدهورة ولا تحتمل مزيدا من التأجيل ويجب إنهاء هذا الحصار والسماح بإدخال موادالبناء وكافة مستلزمات الحياة إلى غزة المحاصرة، هناك آلاف العمال الذين فقدوا أعمالهم، حوالي خمسة آلافكانوا يعملون في مشاريع الأونروا إضافة إلى عشرات الآلاف الآخرين الذين كانوا يعملون في القطاع الخاصالفلسطيني"
لجنة إسكان الحي السعودي جنوب قطاع غزة والتي ستستفيد من الموافقة الإسرائيلية على إدخال مواد البناء أكدت على ضرورة إنهاء المشاريع الإسكانية جنوب القطاع بسرعة كبيرة لأن سكان تلك المناطق ينتظرون منذ أكثر من عشر سنوات في ظروف بائسة إتمام بناء بيوتهم التي هدمها جيش الاحتلال في عامي 2002 و 2003
عطية رضوان رئيس اللجنة تحدث لإذاعة الأمم المتحدة وقال:
"الناس بشكل عام خلال الخمسة والأربعين يوما الماضية كانت على أحر من الجمر، عندما سمعنا بالخبر الذيتم الترويج له منذ أسبوع ، الناس فرحت جدا، وتنتظر بفارغ الصبر،قالوا إن اليوم الأحد ستدخل مواد البناء إلىغزة والناس تنتظر ، الناس أصبحت مملوءة بالإحباط وليس لديها ثقة بأي شئ حتى ترى الأشياء أمام عينها، لا توجد ثقة بأي شئ، هناك مخاوف لأن الوعود لم تحدث على الأرض، هو مجرد تصريح إسرائيلي بإدخالمواد البناء للمشاريع الدولية ولكن على أرض الواقع لم ينفذ والمخاوف لازالت مستمرة في الشارع الفلسطيني"
اللاجئ صالح أبو جزر، يعيل أسرة تتكون من أحد عشر فردا، وقد هدم منزله عام 2005، عبر عن سعادته من القرار الإسرائيلي، ولكنه قال إن ذلك لا يكفي بل يجب على إسرائيل أن ترفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة :
"سمعنا الخبر وسعدنا وارتاحت نفسيتنا، ولكن نتمنى أن يكون اليهود لديهم مصداقية، ليس لديهم مصداقية،نتمنى أن يكون الخبر صحيح، أهم شئ أن نسكن في بيوتنا ونهنأ في ديارنا وليس أن نتشتت كل يوم في منزل،وإن شاء الله نجد فرصة عمل لنعيش ، فالحصار شديد علينا هذه الأيام"
أما اللاجئ احمد عويضة ويعيل أسرة تتكون من ثلاثة عشر فردا فقد أعرب عن تخوفه من تراجع إسرائيل عن وعودها بحكم التجربة المريرة التي عاشها منذ عشرة أعوام مترقبا انفراجة في قضية حصوله على بيت بديل لبيته الذي دمره الجيش الإسرائيلي عام 2003
وأضاف:
" الجانب الإسرائيلي لا يصدق وطول عمرنا نعاني منه، الجانب الإسرائيلي هو من هدم بيوتنا، وهو اليوميعاقبنا بالأسمنت الذي يدخل لنبني بيوتنا به، نحن نتأمل خير، ولكن الإحباط موجود والخوف من أن لا يصدقوابكلامهم أيضا موجود، أنا اليوم عمري 60 عاما، عندما يعطوبني البيت في شهر مارس المقبل، كم من العمرسيبقى لي حتى أعيش في البيت الذي غادرته منذ عشر سنوات..أنا بيتي كان عمارة وهدمت"
الأونروا تقول إن المشاريع الخمسة التي قدمتها للجانب الإسرائيلي كأولوية كبرى لاستئناف العمل فيها، هي المشروعان السعودي والإماراتي للإسكان جنوب قطاع غزة وعيادة مدينة رفح الصحية والمسجد..إضافة إلى جسر وادي غزة الذي يربط جنوب القطاع بشماله.
مشاريع كثيرة تنتظر الموافقات الإسرائيلية لبدء تنفيذها فيما تبقى المشاريع العالقة تشكل أولوية كبيرة لدى قطاعات مهمة من اللاجئين الفلسطينيين الذين طال انتظارهم من أجل إكمالها علها تشكل بصيص أمل لحياة أفضل في غزة المحاصرة.
علا ياسين – إذاعة الأمم المتحدة- قطاع غزة