السفير السعودي يدعو نظيره السوري إلى أن يخجل من محاولة التستر على جرائم سلطته
قدمت السعودية والكويت وقطر والإمارات مشروع قرار عن وضع حقوق الإنسان في سوريا إلى اللجنة الثالثة للجمعية العامة المعنية بالشئون الاجتماعية والإنسانية والثقافية.
وانضمت إليها عدد من الدول الأخرى ليصل عدد البلدان راعية مشروع القرار إلى تسعة وستين.
وفي كلمته أمام اللجنة أعرب السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي عن الحزن للاضطرار إلى تقديم مشروع القرار بسبب عدم حل الأزمة في سوريا.
"ولكننا مع الأسف نجد أنفسنا مضطرين، وللمرة الثالثة، أن نقدم مثل هذا القرار المتعلق بحالة حقوق الإنسان وما يتعرض له الإنسان في سوريا من عمليات قتل وإبادة جماعية وحصار وتجويع حتى التركيع وتعذيب وسجن واضطهاد واختطاف وترويع واغتصاب. كل ذلك وأكثر منه يأتي من سلطة فرضت نفسها على رقاب الناس وأصرت على أن تستمر في حكمهم رغما عن إرادتهم ورفضت أن تتقبل إرادة الشعب وأن تحتكم إلى صوت العقل والحكمة واستنجدت بالميليشيات الطائفية من شرق وغرب لتستعين بها على أبناء وطنها."
وأضاف المعلمي أن النظام السوري يشن حربا على أبناء شعبه، وأنه لمن العار أن يقف العالم متفرجا أمام ما يحدث في سوريا.
وتوقع المعلمي أن يحاول السفير السوري تشتيت الانتباه عما يحدث في بلاده:
"سوف يسعى الزميل السوري إلى تحويل الأنظار عما يجري في بلاده وأن ينتقد المملكة العربية السعودية أو غيرها من الدول راعية القرار، وأنا أقول بصريح العبارة إننا قد لا نخلو من العيوب والأخطاء ولكننا لا نقصف مدننا بالطائرات ولا ندكها بالدبابات ولا نقتل شبابنا بالآلاف ولا نبيد أطفالنا بالغازات السامة. أدعوه بكل الحب والاحترام إلى أن يخجل من محاولة التستر على جرائم سلطته بمثل هذه الاتهامات الدرامية الواهية."
ورفض السفير السعودي ما قد يقال عن أن مشروع القرار لا يخدم إيجاد حل سياسي في جنيف، وقال إن القرار يصادق على بيان جنيف الأول ويدعو إلى عقد جنيف2 لتنفيذ ما دعا إليه البيان من تشكيل سلطة انتقالية سياسية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة.
وأضاف عبد الله المعلمي أن التصويت لصالح مشروع القرار هو تأكيد على المبادئ السامية لحقوق الإنسان، وأن التصويت ضده هو تشجيع للنظام السوري للتمادي في غيه وتجاهل لما يرتكب على أرض سوريا من جرائم ومآس يندى لها الجبين.
واختتم السفير السعودي كلمته بأبيات شعر لأمير الشعراء أحمد شوقي عن دمشق:
"سلامٌ من صبا بـَردى أرقٌ...ودمعٌ لا يكفكف يا دمشقُ. وبي مما رمتك به الليالي....جراحات لها في القلب عمقُ. تكاد لروعة الأحداث فيها....تُخال من الخرافة وهي صدقُ. وللأوطان في دم كل حر...يد سلفت ودين مستحقُ. جزاكم ذو الجلال بني دمشق....وعز الشرق أوله دمشقُ"
وقد صدر القرار بالأغلبية بتأييد مائة وثلاث وعشرين دولة ورفض ثلاث عشرة من بينها إيران وروسيا والصين وامتناع ست وأربعين عن التصويت منها لبنان والجزائر.