المشاركون في جلسة نقاش في الأمم المتحدة يؤكدون أن خطر الإرهاب النووي حقيقي
نظمت بعثة هولندا لدى الأمم المتحدة جلسة نقاش حول موضوع الإرهاب النووي، في إطار استعدادها لاستضافة قمة الأمن النووي في آذار/مارس من العام المقبل، وأكد المشاركون في الجلسة أن خطر الإرهاب النووي حقيقي، كما شددوا على أهمية الأمن النووي، وعلى ضرورة تعزيزه. إلى التفاصيل:
أوضح المبعوث الدائم لهولندا لدى الأمم المتحدة، السفير كاريل فان اوستروم، في افتتاح الجلسة التي عقدت تحت عنوان " الإرهاب النووي، تقييم التهديد ووسائل تخفيضه"، أن الهدف منها هو تبادل الأفكار حول تهديد المواد والأسلحة النووية التي تصل إلى أيدي الإرهابيين، والتوصيات التي قد تتبلور لمواجهة هذا التهديد، مشيرا إلى أن النقاش سيتطرق إلى دراسة حول تقييم تهديد الإرهاب النووي والتوصيات بشأنها.
أول المتحدثين كان البروفسور ماثيو بون، أستاذ الممارسة، والباحث الرئيسي المشارك في مشروع إدارة الذرة بمركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية بجامعة هارفرد، الذي أوضح أن هناك عددا من النقاط يرغب أن يتذكرها المشاركون في الجلسة بعد انتهائها، حددها في التالي:
"أولا، أن تهديد الإرهاب النووي حقيقي، ثانيا، أن هذا التهديد لم ينته رغم الاختلال في صميم تنظيم القاعدة، ثالثا، أن الأمن النووي على نحو خاص يعد عنصرا أساسيا في الاستجابة لذلك، ورابعا، على الرغم من التقدم الممتاز الذي تحقق عبر عملية مؤتمرات القمة والسنوات التي سبقت عملية مؤتمرات قمة الأمن النووي، فما زال هناك الكثير الذي يتعين القيام به فيما يتعلق بالأمن النووي".
وأوضح البروفسور أن كل دولة لديها أسلحة ومواد نووية ومنشآت نووية كبري، وحتى مصادر اشعاعية، يجب أن تقوم بالكثير لتوفير الأمن لتلك الأشياء، بما في ذلك بلاده، الولايات المتحدة.
كما ذكر أن هناك ثلاثة أنواع من الأعمال التي يتطرق إليها الذهن عند ذكر كلمة الإرهاب النووي، أحدها هو التفجير النووي الحقيقي، أما النوعان الآخران المتعلقان بخطر الإرهاب النووي، فقال عنهما:
"الإمكانية الثانية هي التخريب النووي. وهو محاولة التسبب في نوع من حادث على غرار فوكوشيما عبر عمل إرهابي، بدلا من وقوعه بسبب كارثة طبيعية كبيرة. أما الإمكانية الثالثة فهي ما يتم الإشارة له غالبا بالقنبلة القذرة، وهي نوع من نشر النشاط الإشعاعي الذي يمكن الحصول عليه من مصدر إشعاعي قد يمكن العثور عليه في مستشفى أو مصنع أو غير ذلك، وهذه الإمكانية أقل تدميرا، وربما لا يموت فيها أحد أو قد يموت عدد قليل، ولكنها قد تسبب قدرا كبير من الذعر والإرباك، وهي أسهل في اتمامها".
وقال البروفسور ماثيو بن إن تنظيم القاعدة والشيشان ومجموعات أخرى قد فكروا بشكل جدي في القيام باعتداءات بواسطة القنابل القذرة، وبدأوا السعي للحصول على المواد المشعة لهذا الغرض. وذكر ان تنظيم القاعدة قد حصل على فتوى تجيز استخدام السلاح النووي ضد المدنيين.
متحدث آخر في المناقشة، وهو وليام توبي، الزميل في مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية بجامعة هارفرد، أشار إلى أنه يستند في حديثه إلى تقييم مشترك لتهديد الإرهاب النووي تم الانتهاء منه قبل عامين من قبل كل من مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية بجامعة هارفرد، ومعهد الولايات المتحدة وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية. وقال إن هذه الدراسة وملحقها الخاص بخطوات منع الإرهاب النووي، قد أكدا مجددا نفس النتيجة، وهي أن خطر التهديد النووي حقيقي وملح. وأضاف:
"تشير الدراسة إلى أن استمرار الاستيلاء على المواد الإنشاطرية هو دليل على فشل الأمن النووي، وقد تمت الإشارة إلى عشرين عملية استيلاء من هذا النوع على مدى العشرين عاما الماضية، ترقى كلها إلى حد الدليل المادي على فشلنا في حماية المواد الإنشطارية، من بلوتونيوم الأسلحة إلى اليورانيوم عالي التخصيب. وقد تواصلت هذه الحوادث حتى وقت قريب، فقد حدثت في عام 2003، و2006، و2010، و2011".
وقال توبي إن الدراسة توصي بعدد من الأعمال الروسية الأمريكية للقضاء على هذه المشاكل، كما تقدم استعراضا للآليات القانونية وتلك الخاصة بالسياسات المعمول بها لمثل هذا التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا، وتوصي بمجموعة من الأنشطة بين الدولتين.
كما شارك في جلسة النقاش حول الإرهاب النووي، المفاوض الهولندي المسئول عن الإعداد لقمة الأمن النووي في لاهاي الربيع المقبل، بيت دو كليرك، الذي أكد أن قمم الأمن النووي تعد جزءا هاما من عملية تحسين وتعزيز الأمن النووي.
وفيما يتعلق بقمة لاهاي المقبلة قال دوكليرك:
"إنها تمثل شيئا كبيرا بالنسبة لهولندا، فلاهاي تفخر بكونها مدينة للسلام والعدالة، ومع وجود محكمة العدل الدولية بها فلديها ما يبرر هذا اللقب، ولاهاي هي مدينة مكتظة نسبيا، ولذا، فمن الناحية اللوجيستية والأمنية، ما يعني أمن الزعماء، فإن ذلك يعد تحديا ولوفكرتكم في القيام بإجازة هناك بنهاية شهر مارس، من العام المقبل، فلا تفعلوا ذلك. لأن كل غرف الفنادق قد حجزت بالفعل".
وكان السفير الهولندي الذي نظمت بلاده جلسة النقاش قد أشار إلى أن بعثة بلاده لديها شعار يقول: "المملكة الهولندية .. شريككم في السلام والعدالة والتنمية"، مضيفا أن موضوع الجلسة قد تم تناوله تحت عناوين السلام والعدالة.