天天听新闻：فاتوماتا ضحية أخرى من ضح

 

فاتوماتا ضحية أخرى من ضحايا العنف الجنسي في مالي

 

تسبب القتال بين القوات الحكومية والمتمردين في الجزء الشمالي من مالي، الذي بدأ في وقت مبكر من العام الماضي، بانعدام الأمن والاستقرار وأزمة لاجئين متزايدة.

وقد أدان مجلس حقوق الإنسان هذه التجاوزات، التي تضمنت العنف ضد النساء والأطفال، والإعدام خارج نطاق القضاء.

اليوم، نحكي لكم قصة فاتوماتا، واحدة من ضحايا تلك الفظائع....

 

من الأرشيف

قدم الطفل موسى ذو الأربعة أشهر إلى هذا العالم نتيجة عنف جنسي.

أيساتا سيسي، عاملة توعية بالمنظمة الدولية لرعاية الأسرة تتحدث:

"عندما يحصل اغتصاب، يعتبر الأمر شأنا خاصا، يتم التعامل معه معه داخل الأسرة. لا يذهب أحد إلى المحكمة أو الشرطة. ويبقى الجميع هادئا. وإذا انتشر خبر تعرضها للاغتصاب، سيشكل الأمر مشكلة بالنسبة لها. وحتى في المدرسة، ستعلق عليها صديقاتها أو الطلاب الآخرون قائلين "لقد تعرضت للاغتصاب، لقد تعرضت للاغتصاب."

 

والدة موسى، فاتوماتا، تبلغ من العمر ستة عشر عاما فقط. وهي تعيش في منطقة فقيرة من موبتي، بوسط مالي. وقد بدأت متاعب فاتوماتا قبل عام عندما اجتاح المتمردون مدينتها الواقعة على بعد 100 كيلومتر من مدينة تمبكتو في شمال البلاد.

وها هي تروي تفاصيل الحادث:

"كانت أمي قد ذهبت إلى السوق. وكنت أقوم بالأعمال المنزلية عندما سمعت إطلاق النار. ركضت لالتقاط جميع الأكواب وإدخال إخوتي إلى المنزل. لكنهم قفزوا فةق بوابتنا إلى داخل الحديقة."

بعد المشي لمدة ساعتين تحت تهديد السلاح، احتجزت فاتوماتا و 15 فتاة أخرى في أحد المنازل حيث كان يتم اغتصابها مرتين وأحيانا ثلاث مرات في اليوم. مازال معصما فاتوماتا وأصابعها تؤلمها من أثر جرها على الأرض. فاتوماتا:

"لم يضربوننا، بل يغتصبوننا. كانت تدخل علينا مجموعة في حين تقوم مجموعة أخرى بدور الحراسة. جلبوا حيوانات لنأكلها. وكان اللحم غير مطبوخ بشكل صحيح. واستمر ذلك مدة أسبوع، ثم ألقوا بنا في الخارج وتركونا."

اهتمت والدة فاتوماتا بها. لكن والدها رأى في الاغتصاب لعنة على الأسرة. فغادر. وبعد ذلك قدمت الأم وابنتها إلى موبتي حيث ولد موسى.

وكان مجلس حقوق الإنسان قد أدان بشدة انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت من قبل المتمردين والجماعات الإرهابية وغيرها من شبكات الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية، ولا سيما في شمال البلاد. وفي هذا السياق قال ديفيد موسى Ntambara، رئيس قسم حماية الطفل بمكتب اليونيسيف في مالي:

"هذا وضع غير مقبول. فالفتاة في موقف معقد بشكل لا يصدق. إنها ضحية ويجب حمايتها. وهذا ما نحاول القيام به بالتعاون مع الحكومة، للتأكد من أن وضع تشريعات وتدابير قانونية من شأنها ضمان عدم افلات المسؤولين عن هذه الانتهاكات من العقاب."

وتساعد منظمة رعاية الأسرة الدولية فاتوماتا بتكاليف العلاج والمشورة. كما تتلقى الفتيات المعوزات مثلها تحويلات نقدية.

فاتوماتا لا تريد العودة أبدا إلى بلدتها في شمال مالي. فقد ولد موسى نتيحة للعنف/ وهي تريد له أن يكبر في سلام... أمنيتها الأولى هي توفير منزل مناسب له مع وجود ما يكفي من الطعام...