منظمة الصحة العالمية تصدر إرشادات للرعاية الصحية النفسية بعد التعرض للصدمات
أصدرت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع المفوضية العليا لشئون اللاجئين بروتوكولات ومبادئ توجيهية سريرية جديدة حول كيفية تقديم الرعاية الصحية النفسية الملائمة للبالغين والأطفال الذين عانوا من الصدمات النفسية أو من فقدان عزيز، لعلاج آثار الصدمة على الصحة النفسية. إلى التفاصيل:
تعد الإصابة بالاطرابات النفسية أمرا شائعا، وهي تعطل القدرات، وعادة ما لا تخضع لعلاج. وقد تم وضع برنامج العمل العالمي للصحة النفسية الخاص بمنظمة الصحة العالمية في عام 2008، لتوسيع نطاق الرعاية المقدمة للمصابين بالاضطرابات النفسية والعصبية، وتلك الناجمة عن تعاطي المخدرات. وتشير المنظمة إلى أنها رعاية مقترنة ببروتوكولات علاج بسيطة، يمكن أن يقدمها أطباء وممرضون على مستوى الرعاية الصحية الأولية.
المبادئ التوجيهية الجديدة التي تم إطلاقها في جنيف تهدف إلى تمكين العاملين في مجال الرعاية الصحية الأولية من تقديم الدعم النفسي والاجتماعي الأساسي للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، والإجهاد الحاد وفقدان عزيز لديهم.
ويتحدث الدكتور مارك فان أوميرين، الباحث في الشئون العلمية بإدارة الصحة العقلية والإدمان بمنظمة الصحة العالمية عن انتشار الإضطرابات والصدمات النفسية، التي وضعت هذه المبادئ التوجيهية للتعامل مع المصابين بها، قائلا:
"إن الرسالة الكبيرة لمنظمة الصحة العالمية هي أن هذه الاضطرابات شائعة، إنها تعطل المصابين بها، وعادة لا تتم معالجتها، الأمر الذي يتطلب كما هائلا من العمل والموارد".
ولكن المثير في الأمر، ما ذكره الدكتور فان اوميرين عن الفئة التي توجه إليها واضعو هذه الإرشادات والمبادء التوجيهية:
"لقد تمت كتابة هذا البروتوكول للعاملين الصحيين غير المتخصصين، ما يعني الممرضات والأطباء وموظفي الصحة غير المتخصصين في مجال الصحة النفسية. وهذا أمر مهم لأنهم هم الأشخاص الذين يكونون هناك في جميع أنحاء العالم لتقديم الرعاية الصحية. معظم الدول لديها عدد قليل جدا من علماء النفس والأطباء النفسيين وإذا توفروا، فعادة ما يكونون في العاصمة. ويكون عددهم عادة عدد قليل جدا، على نحو لا يسمح بتقديم الرعاية الصحية النفسية على نطاق واسع".
وبفضل البروتوكول الجديد الذي شاركت في نشره مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يتمكن العاملون في مجال الرعاية الصحية الأولية من تقديم الدعم النفسي والاجتماعي الأساسي للاجئين، وللأشخاص المعرضين للصدمات، وفواجع الفقدان في بعض الحالات.
ويمكن أن تشمل أنواع الدعم الإسعافات الأولية النفسية وإدارة حالات الإجهاد ومساعدة المتضررين على تحديد وتعزيز أساليب التأقلم الإيجابي معها، وأنشطة الدعم الاجتماعي، وغيرها من أوجه الرعاية التي يمكن أن يحصل المتضررون عليها من العاملين الصحيين، كما يوضح الدكتور اوميرين:
"إن العاملين الصحيين غير المتخصصين، مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية الأولية، يمكن أن يقدموا الكثير من الرعاية الأساسية. وأحد الأشياء التي يمكن أن يقوموا بها بعد الصدمة هو توفير شيء يطلق عليه الإسعافات الأولية النفسية، التي تنطوي على الاستماع إلى المواطنين، وسؤالهم عن احتياجاتهم وما يثير قلقهم، وتعزيز الدعم الاجتماعي لهم، وحمايتهم من المزيد من الضرر، وإثنائهم عن اتخاذ قرارات متهورة في لحظة حدوث مكروه".
وأشار مسئول الصحة العقلية بمنظمة الصحة العالمية إلى أن الأدوية تلعب دورا صغيرا نسبيا في مجال الرعاية النفسية بعد الصدمات، مضيفا أن العلاج الشائع جدا الذي يقوم على استخدام البنزو دياز بينات والعقاقير المضادة للقلق، والذي يفضل الأطباء في جميع أنحاء العالم وصفه للمساعدة على النوم بشكل أفضل، ولعلاج القلق، هو في الواقع غير مفيد، وبالتالي، فإن منظمة الصحة العالمية لا توصي به.
وقد تم نشر البروتوكول والمبادئ التوجيهية الجديدة في مجلة الجمعية الطبية الأميريكية.