天天听新闻：برنامج الأغذية العالمي ي

برنامج الأغذية العالمي يعتزم توسيع برامجه في اليمن لمواجهة تفاقم مشكلة سوء التغذية

مرة أخرى حذر برنامج الأغذية العالمي من خطورة مشكلة سوء التغذية في اليمن ومعدلاتها العالية وخاصة بين الأطفال تحت سن الخامسة لما لذلك من آثار رهيبة على حاضر ومستقبل البلاد. التفاصيل في التقرير التالي.

مازالت مشكلة سوء التغذية بين الأطفال في اليمن تمثل تحديا خطيرا إذ يعاني نصف عدد الأطفال تحت سن الخامسة أي مليوني طفل من سوء التغذية المزمن، فيما يصاب مليون طفل آخر بسوء التغذية الحاد.

ويحتل اليمن المرتبة الثالثة في قائمة أكبر معدلات سوء التغذية في العالم.

وقد أظهرت دراسة أجراها برنامج الأغذية العالمي مؤخرا خطورة مشكلة انعدام الأمن الغذائي في اليمن كما تقول مديرة مكتب البرنامج هناك لبنى ألمان.

"إن خمسة وأربعين في المائة من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ونصف هؤلاء أي حوالي خمسة ملايين شخص يعانون من الانعدام الحاد للأمن الغذائي بما يعني أنهم جوعى ولا يوجد لديهم ما يكفي من غذاء."

ويستجيب برنامج الأغذية العالمي لتلك المشكلة الخطيرة بتوفير مواد غذائية تكميلية لنحو ستمائة وخمسة وسبعين ألف امرأة حامل ومرضعة وطفل تحت سن الخامسة.

ولكن ما هو المقصود بانعدام الأمن الغذائي الحاد، تجيبنا عن ذلك عبير عطيفة المتحدثة باسم المكتب الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي.

"يحتاج الشخص العادي ألفين ومائة سعر حراري يوميا حتى يستطيع القيام بالمهام الطبيعية في حياته ولكن انعدام الأمن الغذائي الحاد يعني أن هذا الشخص لا يحصل حتى على ألف سعر حراري، عندما نتحدث عن الخمسة ملايين شخص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد فنعني أنهم يعانون من الجوع الشديد، بالنسبة للذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي المتوسط فيعني هذا أنهم يجدون ما يسدون به رمقهم ولكنه لا يكفي للقيام بأنشطتهم اليومية بصورة طبيعية. الخطورة هنا أننا نتحدث عن عشرة ملايين شخص في اليمن يعانون من الجوع، وهذا تقريبا نحو سبعة وأربعين في المائة من عدد السكان."

وفي محافظة الحديدة على سبيل المثال توجد عيادات لمعالجة سوء التغذية، فالمشكلة هنا رهيبة فتقدر نسبتها بثلاثين في المائة أي ضعف معدل الطوارئ المحدد من قبل منظمة الصحة العالمية.

ولا تؤثر هذه المشكلة وخاصة بين الأطفال على حاضر اليمن فحسب، ولكن الأخطر أنها تؤثر على مستقبله أيضا كما تقول عبير عطيفة:

"هناك خطورة كبيرة وخاصة على الأطفال لأن سوء التغذية المزمن بين الأطفال وصل إلى معدلات تثير القلق. ففي محافظة المحويت هناك أكثر من ستين في المائة من الأطفال يعانون من التقزم بما يعني أن الطفل لا يصل إلى الطول الطبيعي الذي يتعين الوصول إليه. طبعا التغذية في السنوات الأولى من حياة الطفل مهمة جدا لأنها تنمي قدراته الذهنية والعقلية، ولا يمكنه الوصول إلى هذا النمو الكامل إلا عن طريق التغذية السليمة في تلك المرحلة العمرية. بمعنى أننا نتحدث هنا عن أجيال وأجيال من الأطفال في اليمن، إن مستقبل اليمن في خطر لأن التغذية في هذه المرحلة مهمة جدا."

ولمواجهة مشكلة سوء التغذية قام برنامج الأغذية العالمي بمضاعفة برامجه الطارئة ليستفيد منها نحو أربعة ملايين شخص بنهاية عام 2012. وتمثل هذه الزيادة تحديا لوجيستيا هائلا يتطلب مضاعفة نقاط التوزيع من ثلاثة آلاف إلى ستة آلاف في أفقر ثلاث عشرة محافظة في اليمن.

وفي ظل التمويل الحالي تواجه عمليات برنامج الأغذية العالمي عجزا يقدر بسبعين مليون دولار في ميزانية العام الحالي المقدرة بمائتين وعشرين مليونا.

ويعتزم البرنامج الوصول إلى الخمسة ملايين شخص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في اليمن في العام المقبل.