السفير السوري ينتقد رئيس الجمعية العامة ويهاجم قطر والسعودية وتركيا
شن المندوب الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري خلال مؤتمر صحفي في المقر الدائم للأمم المتحدة هجوما عنيفا على رئيس الجمعية العامة ناصر عبد العزيز النصر.
وكان رئيس الجمعية العامة قد دعا المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان، لتقديم إفادة أمام الجمعية العامة في اجتماع غير رسمي حضره أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون.
وقال الجعفري إن رئيس الجمعية العامة قد انتهك كافة أنواع القواعد والإجراءات المتعلقة بالآليات المتفق عليها من قبل المجتمع الدولي حول كيفية العمل في الجمعية العامة. وأضاف:
"لم يتشاور رئيس الجمعية العامة مع الحكومة السورية مسبقا قبل هذا الاجتماع، وهذا هو الانتهاك الأول. كما انتهك رئيس الجمعية العامة التزامه بصفته رئيسا للجمعية العامة، عندما قطع التغطية الإعلامية للاجتماع، على الرغم من حقيقة أنه، وكما تعلمون جميعا، قد بعث لكافة المراسلين عن طريق المتحدثة باسمه برسالة يخطركم فيها جميعا بأن الاجتماع مفتوح أمام وسائل الإعلام والمراسلين، فضلا عن تلفزيون الأمم المتحدة والبث الشبكي".
ومضى السفير السوري في الحديث قائلا إن الانتهاك الثالث لرئيس الجمعية العامة أنه قد نظم مسبقا اجتماعا مفتعلا لتشويه سمعة سوريا من خلال تنسيق جلسة لم يتحدث فيها سوي السفير السعودي، إضافة إلى كوفي عنان، وكما لو كان هذا الاجتماع قد عقد لإفساح المجال حصريا لوجهة النظر القطرية عبر رئيس الجمعية العامة نفسه، والسفير السعودي، ما يعني كما قال أنه لم يعط الفرصة للسفراء الآخرين لمخاطبة الاجتماع والحاضرين.
أما الانتهاك الرابع الذي أشار إليه السفير السوري، فيرتبط بالطريقة التي أدار رئيس الجمعية العامة بها الجلسة، مشيرا إلى أنه تجاهل وتغاضى بطريقة وصفها بالسخيفة الطلب المتكرر للجعفري لأخذ الكلمة.
والانتهاك الخامس والذي وصفه بالأهم في رأيه، فهو عندما طلب منه أن يطالب أعضاء الاجتماع بالصمت لدقيقة على أرواح جميع الضحايا الذين سقطوا في سوريا حتى الآن. فلم يكتف رئيس الجمعية العامة رفض الطلب وتجاهله فحسب، بل إنه تحاشى الإجابة بشكل ملائم على الطلب السوري. وفسر الجعفري ذلك بأنه يعني أن الهدف من الاجتماع بالنسبة له كان كيفية تشويه سمعة سوريا، وليس المساعدة على وقف العنف فيها، وإنهاء الاضطرابات في بعض البؤر الساخنة. وقال:
"أكدت هذه الانتهاكات كلها وجهة نظرنا إضافة إلى آراء العديد من السفراء بأن رئيس الجمعية العامة قد أساء استخدام منصبة كرئيس الجمعية العامة، بفرض وإملاء الاجندات القطرية والسعودية على الدول الأعضاء، فضلا عن التعامل مع يسمى بالأزمة السورية، بتطبيق خطة السيد عنان ذات النقاط الست".
وقال المندوب السوري إن المبعوث الخاص المشترك كوفي عنان قد أثنى على الحكومة السورية في كلمته أمام اجتماع الجمعية العامة لالتزامها بخطته، مشيرا إلى أن عنان قد أشار بطريقة واضحة جدا إلى أن الحكومة السورية ملتزمة تماما بنجاح مهمته.
وذكر الجعفري أن رئيس الجمعية العامة قد سن سابقة سيئة جدا في عمل الجمعية العامة، مضيفا أنه وبلاده يتعين عليهم تحمل مسئولية أفعاله. وقال إنه لم يجب السفير الروسي عندما سأل عما إذا كان الاجتماع عبارة عن أسئلة وإجابات، أم لإلقاء كلمات. مشيرا إلى أنه قد أعطى الكلمة لسفير الاتحاد الأوروبي، خلافا لقواعد وإجراءات الجمعية العامة، فقد كان يتعين عليه إعطاء الكلمة للسفير الروسي قبل سفير الاتحاد الأوروبي، فيما وصفه بالانتهاك السادس من قبل رئيس الجمعية العامة.
وفي إجابته على احد الأسئلة، انتقد السفير السوري رئيس الجمعية العامة لقيامه بقطع التغطية الإعلامية لجلسة الجمعية العامة حول سوريا.
أما فيما يتعلق بتعاون سوريا مع الوسيط الخاص المشترك، قال الجعفري:
"يتلقى السيد عنان بشكل منتظم، وتقريبا يوميا، معلومات مفصلة من وزارة الخارجية بدمشق حول التقدم في تطبيق خطة النقاط الست. واليوم، أكد السيد عنان في إفادته في اجتماع الجمعية العامة أن الحكومة السورية تتعاون معه بشكل تام من أجل تطبيق خطة النقاط الست. ومع ذلك، فهناك نقطة هامة جدا، ترتبط بتطبيق هذه الخطة، وأشير هنا إلى حقيقة أن السيد عنان لم يتلق بعد أية ضمانات أو أي التزام من الأطراف الأخرى المنخرطة في رعاية وتسليح وحماية الجماعات المسلحة في سوريا، الأمر الذي ذكره عنان في الرسائل المتبادلة مع وزيرنا".
وفي إجابته على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة السورية ستقبل بوجود قوات دولية مع بعثة المراقبة قال الجعفري إن الحكومة السورية قد وافقت على خطة الست نقاط التي طرحها عنان. وأضاف:
"تتحدث الخطة عن نشر مراقبين في المراكز المدنية، وسحب أسلحة الجيش الثقيلة من المراكز المدنية، والفقرة الخاصة بهذه القضايا لا تتحدث عن سحب قوات الشرطة لأن سوريا هي دولة ذات سيادة، والسيد عنان يقر بأن حماية المدنيين تتوقف على قوات الحكومة السورية. ولذا فستبقي الحكومة على قواتها لفرض القانون، حيثما ترى ذلك ضروريا. والسيد عنان يعرف ذلك جيدا جدا".
وقال الجعفري إن ما وصفها بالمعارضة الوطنية الشريفة داخل سوريا ستنضم قريبا جدا إلى الحوار الوطني الشامل، الأمر الذي سيتم الإعلان عنه في دمشق في القريب. أما المعارضة الخارجية، التي تشارك اجتماعات اسطنبول وأماكن أخرى، فإنهم يتم التلاعب بهم بأموال النفط، وبعض العواصم الغربية، ويتم تشجيعهم على عدم المشاركة في الحوار الوطني، وعدم إلقاء السلاح، وألا يلتزموا بالأجل الذي حدده السيد كوفي عنان في العاشر من أبريل لوقف العنف، والانضمام للحوار الوطني.
وانتقد السفير السوري قطر والسعودية وتركيا وقال إنهم طلبوا من المعارضة السورية في الخارج عدم الانخراط في الحوار الوطني، وعدم إلقاء السلاح، وزودوهم بالمساعدة المالية والعسكرية، بل وقالوا لأعضاء ما يسمى بالجيش السوري الحر إنهم سيزودونهم برواتب شهرية.
وتساءل عن الهدف من عقد اجتماع اسطنبول بعد أسبوع من إعلان الحكومة السورية الموافقة على خطة السيد عنان.