天天听新闻：المحكمة الجنائية الدولي

المحكمة الجنائية الدولية تدين توماس لوبانغا بارتكابه جرائم حرب في الكونغو الديمقراطية

أدانت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الزعيم السابق للميليشيات في جمهورية الكونغو الديمقراطية توماس لوبانغا دييلو، بتهمة التجنيد القسري لأطفال لا تتعدى أعمارهم الخمسة عشر عاماً، خلال الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد منذ أكثر من عشر سنوات. التفاصيل في سياق التقرير التالي:

وفقا للحكم الصادر من المحكمة الجنائية الدولية فإن توماس لوبانغا الذي يبلغ من العمر واحداً وخمسين عاماً كان يُجند أطفالاً من الجنسين لا يتعدى سنهم الخمسة عشر ربيعاً للعمل كحراس شخصيين له وتدريبهم على القتل والنهب والاغتصاب خلال الصراع في شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بين عامي 2002 و 2003. وهو ما يعتبر جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة.

وحول هذا الأمر تحدثنا مع السيد فادي العبدالله المدير الإعلامي في المحكمة الجنائية الدولية وسألناه عن بيان القرار الصادر بحق لوبانغو فقال:

فادي العبد الله: اليوم صدر القرار من الدائرة الابتدائية الأولى بأن السيد توماس لوبانغو دييلو مذنب بجرائم تتعلق بتجنيد أطفال دون سن الخامسة عشرة من العمر ودفعهم إلى المشاركة في أعمال عدوانية أثناء اندلاع النزاع المسلح.

إذاعة الأمم المتحدة : في سابقة في تاريخ القانون الدولي شهدت محاكمة لوبانغا دييلو مشاركة فعالة للضحايا خلال سير المحاكمة ما مغزى هذا بالنسبة للعدالة الدولية ؟

فادي العبد الله: الموضوع شديد الأهمية لأن نظام روما الأساسي الذي هو الاتفاقية المنشئة هو أول نظام لمحكمة دولية يمنح المجني عليهم صلاحية المشاركة أمام المحكمة، ليس بوصفهم فقط شهودا ولكن بوصفهم فعلا مشاركين يدافعون عن وجهة نظرهم ومصالحهم الخاصة ويعبرون عن شواغلهم لقضاة المحكمة، دون أن يكون في ذلك فقط دعما لقضية المدعي العام أو دعما لقضية الدفاع، هم يشاركون بالأصالة عن نفسهم في هذا الموضوع، وهذا كان إحدى السوابق التجديدية الهامة في نظام روما الأساسي وهو سابقة في القضاء الدولي. والنقطة المهمة في الأمر أنه يسمح للمجني عليهم بإسماع أصواتهم وليس أن يعبر عنها فقط من خلال ما يعرف بالحق العام.

إذاعة الأمم المتحدة: صدر الحكم بإدانة توماس لوبانغا ما هي الخطوات المقبلة المتعلقة بهذه المحاكمة؟

فادي العبد الله: الحكم الصادر لم يحدد العقوبة بل حدد فقط الذنب، وتحديد العقوبة سيتم في وقت لاحق بعد أن يكون هنالك ملاحظات ستقدم من جانب الدفاع ومن جانب الادعاء والمجني عليهم، إضافة إلى ذلك هنالك إمكانية لفريق الدفاع بأن يتقدم باستئناف الحكم الصادر ضد لوبانغا دييلو وبكل الأحول بما أن الدائرة حكمت اليوم باعتبار لوباناغا مذنبا فإنها سوف تعمد في الأسابيع المقبلة إلى البدء في البحث في قضية التعويضات للمجني عليهم وهي تعويضات قد تكون مادية أو رمزية وعلى أساس فردي أو أساس جماعي بحسب ما يرتأي القضاة بعد الاستماع إلى ملاحظات الأطراف والمجني عليهم أنفسهم.

يشار إلى أن هذا هو أول حكم تصدره المحكمة الجنائية الدولية منذ بدء عملها في عام ألفين واثنين، وتنظر المحكمة في أربع عشرة قضية ثلاث منها قيد المحاكمة.