هند صبري تجسد مأساة “أسماء” ومطالبتها بحق المتعايشين مع الإيدز في الحياة
بعد مشاركته في عدد من الفعاليات السينمائية يبدأ في دور السينما بمصر عرض فيلم “أسماء” بطولة هند صبري وماجد الكدواني ومن تأليف وإخراج عمرو سلامة.
يدور الفيلم حول سيدة مصرية مصابة بمرض الإيدز والتحديات التي تواجهها في المجتمع بل ومن أقرب الناس إليها.
خرج الفيلم إلى النور بدعم من برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز في مصر.
في اللقاء التالي نتحدث مع هند صبري عن دورها في الفيلم والرسالة التي تحاول إيصالها من خلال دورها فيه.
سؤال: هل شعرت بأي تردد قبل قبولك القيام ببطولة الفيلم؟
هند صبري: لا لم أشعر بتردد لأنني معتادة على أدوار بها جرأة في الموضوع وتحدي، فأنا أمل بسرعة من الأدوار المكررة، لذا لم أتردد أبدا لأن دوري كممثلة لا ينحصر في القيام بأدوار متقنة ولكن أيضا التطرق إلى قضايا مهمة. وأعتقد أن قضية الإيدز في العالم العربي اليوم هي من أهم القضايا لأنها من الأكثر تهميشا وتجاهلا، فلم أتردد بالمرة بل فرحت.
سؤال: ما هي الرسالة التي تودين توجيهها إلى الناس من خلال الفيلم؟
هند صبري: أولا أن هناك فرقا بين التعامل مع حاملي فيروس الإيدز بطريقة أخلاقية والتعامل معهم بطريقة آدمية وإنسانية، أنا لست ساذجة لأعتقد أننا سنغير كل مفاهيم الناس وأنا أعلم أننا نعيش في مجتمعات شرقية بها محظورات. إن أكثر شيء شدني أنا شخصيا وأعتقد أنه سيجذب الجمهور إلى الفيلم هو ضرورة أن ننقل موضوع الإيدز إلى موضوع إنساني بحت وليس موضوعا أخلاقيا وهذا ما جذبني للفيلم.
سؤال: هل التقيت أشخاصا متعايشين مع المرض أو حاملين للفيروس أثناء الإعداد للفيلم؟
هند صبري: طبعا.
سؤال: كيف كان تفاعلك معهم وما أكثر التحديات التي استمعت إليها منهم؟
هند صبري: أعتقد أن للموضوع شقين أحدهما طبي ومعاملتهم من بعض الكوادر في وزارة الصحة فلا يلقون منهم التعامل الجيد وهناك تمييز حتى من قبل الأطباء وأعتقد أن هذه مشكلة كبيرة، أما الشق الثاني فهو اجتماعي وهو قد يكون الأصعب عليهم ويسبب معاناة أكبر. فيعيشون معظم حياتهم أو مشاعرهم وأحاسيسهم في السر، فتكبت مشاعرهم والأشياء التي يريدون البوح بها، ولكنهم لا يستطيعون. فيكون هناك نوع من التمثيل على المجتمع كي يعيشوا حياة طبيعية أو عادية، فرأيت مشاكل كثيرة ولكن أتذكر الابتسامات والضحك وحب الحياة والكفاح من أجل حياة أفضل وبسمة الأطفال المتعايشين مع الفيروس الذين ورثوا المرض ولم يطلبوا شيئا أبدا، ولكن هناك حب عظيم وقد اخترت أن أتذكر الأشياء الإيجابية.
سؤال: الفيلم مستوحى من قصة حقيقية فما أكثر ما أثر فيك وأثار مشاعرك من مواقف الفيلم؟
هند صبري: طبعا لم نتعرف على الشخصية الحقيقية لأنها توفيت قبل أن ننفذ الفيلم، وكانت القصة من أكثر القصص مأساوية من بين كل ما سمعت أثناء لقاءاتي مع مع المتعايشين مع الفيروس. وقد تكلمت مع أولادها، وقد كانت شخصية محبة للحياة جدا ولكنها ظلمت للغاية وحتى من طرف بعض أفراد عائلتها وهم يشعرون بالندم إلى اليوم لأنهم فهموا أكثر ولكن بعد فوات الأوان، ويارب أسماء يكون بداية صفحة جديدة وألا يتكرر أن تبكي ابنة على أنها عاملت أمها بقسوة بسبب المرض كما حدث مع أسماء.
سؤال: بالتأكيد سمعت ردود أفعال كثيرة على دورك فما أكثر ما أثار فرحك أو تفاؤلك؟
هند صبري: أكثر ما أثار فرحي هو أن الناس صدقت بالفعل أنني أسماء، وأن البعض لم يعرفني في أول عشر دقائق من الفيلم وأن الناس لم يروا هند صبري من أول الفيلم إلى آخره بل رأوا أسماء.