الأمم المتحدة تدعو الجمهور إلى المشاركة بوجهات نظره في “المستقبل الذي نريده” قبل انعقاد منتدى التنمية المستدامة في ريو
في مقر الأمم المتحدة بنيويورك عقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جلسة نقاش تناولت ما تمثله الأهمية القصوى لقمة ريو +20 للتنمية المستدامة المقررة في العام المقبل. التفاصيل فيما يلي.
الأمين العام للأمم المتحدة قال في معرض حديثه إن الفرص المتاحة في قمة ريو+20 لن يكون هناك مثيل لها فهي بمثابة فرصة فريدة لمناقشة جميع التحديات التي نواجهها والحلول التي يمكن تحقيقها وبالتالي وضع الخطط المستقبلية التي نطمح إليها خاصة بعد إطلاق مبادرة الطاقة المستدامة للجميع والتي تسعى لضمان حصول جميع البشر على الطاقة الحديثة ومضاعفة تحسين كفاءتها.
السيد بان دعا إلى إيجاد مبادرات تخرج من مؤتمر ريو +20 بشأن العديد من القضايا بما في ذلك الحصول على المياه النظيفة وتشجيع الزراعة المستدامة والمرنه والاستفادة بشكل سليم من المحيطات وبناء المدن والعمل على توفير أجواء صحية محيطة بالعالم والوصول إلى اقتصاد أخضر .
بان:
“في ريو، دعونا نعمل على تطوير جيل جديد من خلال أهداف التنمية المستدامة لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، دعونا نتفق على وسيلة لتحقيقها، التنمية المستدامة هي أولوية قصوى لسبب بسيط، فهي تشمل جميع الأولويات الأخرى: الأمن الغذائي والتغذية، والتنمية العادلة، والأمن العالمي.”
الأمين العام تطرق إلى مسألة الأمن الغذائي وتزايد التفاوت بين البلدان بالإضافة إلى انبعاثات الكربون المتزايدة والمياه الملوثة ووضع المحيطات.
قائلا إننا نعلم أنه لا يمكن الاستمرار على طريق التنمية إلا إذا كان لدينا العزيمة على تلبية احتياجات سبعة مليارات شخص يعيشون على كوكب الأرض فضلا عن احتياجات جيل المستقبل، التنمية لا يمكن أن تكون مستدامة دون مراعاة مخاطر الكوارث وحماية استثمارات التنمية منها.
وأكد السيد بان أن مؤتمر ريو+20 لن يكون مجرد مؤتمر آخر للأمم المتحدة لأن التحديات الآن أصبحت كبيرة، وأضاف:
“مؤتمر ريو هو لمناقشة كل هذه التحديات في وقت واحد والخروج بحلول مناسبة بدءا من التغيير المناخي إلى تلوث المياه،الغذاء،الطاقة،والمساواة، وكل المسائل الصحية المتعلقة بالعالم، إذا نظرنا إلى جميع هذه المسائل سنجد أنها مرتبطة ببعضها البعض، وإذا نجحنا في إيجاد حل لواحدة منها فبإمكاننا أن نجد بالتالي حلولا للعديد من المسائل الشائكة الأخرى التي تؤرق العالم، ريو +20 فرصة لإنشاء شراكة كبرى للعمل. ”
وحول الهدف الرئيس من شعار الحملة “المسقبل الذي نريده” قال السيد بان إنه قد حان الوقت لإلقاء نظرة على التحديات التي تواجه العالم بطريقة مختلفة، مضيفا إننا بحاجة إلى تصور مختلف للمستقبل داعيا الجميع للانضمام إلى الحوار والتفكير في المستقبل الذي يريده العالم بدءا من هذا اليوم.
بدورها قالت سفيرة البرازيل في الأمم المتحدة ماريا لويزا فيوتا إنه قد حان الوقت ليجتمع العالم من جديد لمناقشة مسالة الطاقة المستدامة ومحاولة التفكير نحو المستقبل وما نحن بحاجة إليه من أجل الأجيال القادمة والتحديات التي نواجهها اليوم مضيفة:
“هناك العديد من التحديات على مدى العصور الماضية لا تزال تعيش معنا كالفقر والأمية اللذين يعتبران موضوعين أساسيين يجب أن يكونا على جدول أعمال المؤتمر أيضا. كيف نستطيع تحقيق الاقتصاد الأخضر والذي سيمكننا من تحقيق أهداف أخرى مستدامة كالمياه والمحيطات والمدن المستدامة والأمن الغذائي ومختلف الجوانب المتعلقة بالتنمية المستدامة، لا بد أن نخرج بحلول في مؤتمر ريو لكل هذه المسائل من اجل العقود القادمة”
وعبر وسائل الإعلام الاجتماعية سأل الأمين العام بان كي مون حول كيفية إمكانية حصول الشعوب النامية على طاقة نظيفة في وقت لا تستطيع توفيرها فأجاب قائلا:
“الطاقة هي قضية متشعبة لهذا فإنني على يقين أننا نستطيع توفير طاقة للجميع ولهذا أطلقت مبادرة الطاقة المستدامة للجميع بحلول العام 2030، بدون طاقة لا نستطيع التقدم في مسائل عدة كالتغير المناخي، والمسائل المتعلقة بالصحة. لا نستطيع تمكين الناس من شرب مياه صحية، ولا زيادة المحاصيل الزراعية، إنها أهم جولة في معركتنا”
يشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة قد شكل في بداية هذا الشهر مجموعة رفيعة المستوى للمساعدة في تحقيق أهداف الطاقة الثلاثة بحلول سنة 2030 .
وقد عرض في بداية جلسة الحوار اليوم في مقر الأمم المتحدة فيلم تسجيلي يعرف بمؤتمر ريو 20 والأهداف التي يسعى المجتمعون فيه لتحقيقها من أجل التنمية المستدامة حول العالم.