تقرير التنمية البشرية: الربيع العربي يؤكد ضرورة تحقيق تنمية مستدامة يعود نفعها على الجميع
ذكر تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية أن الربيع العربي أظهر الحاجة إلى تحقيق تنمية أوسع صديقة للبيئة تهدف إلى تحقيق الإنصاف والحد من التفاوت مع تعزيز الاستدامة البيئية. التفاصيل في التقرير التالي:
تحقيق التنمية المستدامة الحقيقة في الدول العربية يتطلب اتخاذ خطوات عملية جريئة لمواجهة الأخطار البيئية والتفاوت الداخلي بين أفراد الشعب والمجتمعات.
هذا ما أكد عليه التقرير الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول التنمية البشرية في مئة وسبع وثمانين دولة ومنطقة بالعالم.
يركز التقرير على العلاقة الوثيقة بين الإنصاف والاستدامة من أجل مستقبل أفضل للجميع كما قال عادل عبد اللطيف رئيس البرامج العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
“الفكرة الرئيسية للتقرير هو أن عدم وجود الاستدامة سيؤثر على الإنصاف، بمعنى أن الطبقات الفقيرة سيلحق بها أضرار، ويمكن أن تنسحب تلك الفكرة على الدول العربية فأشار التقرير إلى الربيع العربي فمن ناحية أشار إلى أن الدول العربية بشكل عام حققت تقدما خاصة في مجالي الصحة والتعليم ولكن هذا التقدم لم يكن مصحوبا بفتح أبواب المشاركة الواسعة للفئات التي تلقت التعليم وتمتعت بصحة أفضل وهذا هو السببب الرئيسي لما نراه اليوم.”
يعتمد التقرير على المؤشر المتعارف عليه للتنمية البشرية الذي يركز على المستوى المعيشي والصحة والتعليم، وفي هذا الإطار حققت بعض الدول العربية مراكز متقدمة فاحتلت الإمارات المرتبة الأولى بين الدول العربية وجاءت في المركز الثلاثين بين دول العالم تليها قطر، عربيا، في المرتبة السابعة والثلاثين والبحرين في الثانية والأربعين.
وعن ذلك قال عادل عبد اللطيف في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة:
“نلاحظ أن دول الخليج ركزت إنفاقها خلال العقود السابقة على التعليم والصحة بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الدخل مما ساهم في أن يكون لها مكان متقدم جدا في التقرير، فنجد أن هناك دولا من بين بلدان مجلس التعاون الخليجي حققت تنمية مرتفعة جدا ثم تأتي درجة التنمية المرتفعة التي تضم دولا مثل السعودية والكويت وليبيا ولبنان وعمان وتونس، بعدها دول التنمية البشرية المتوسطة وغالبا هي بلدان متوسطة الدخل مثل الأردن والجزائر ومصر وسوريا والمغرب والعراق. طبعا لابد من الأخذ في الاعتبار أن هذا الترتيب يستند إلى البيانات التي كانت متوفرة في عام 2010.”
وفيما أفاد التقرير بأن الدول العربية حققت تقدما ثابتا خلال الأربعين عاما الماضية، إلا أنه أشار إلى التهديدات الماثلة أمام ذلك التقدم بسبب التفاوت الواسع بين الجنسين وبين الأجيال.
وعلى الرغم من المكاسب الاقتصادية المرتفعة في عدد من الدول العربية، فإن المنطقة تتراجع عن بقية مناطق العالم في مجال تمكين النساء.
كما شدد تقرير التنمية البشرية على ضرورة العمل لمواجهة المخاطر البيئية في الدول العربية مثل التلوث في المدن وتدهور حالة الأراضي والنقص الحاد في المياه.