برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تونس يدعم النساء السياسيات في إطار الانتخابات المقبلة في البلاد
من بين المبادرات التوعوية والتثقيفية التي يقوم بها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تونس، ورش عمل لتمكين النساء السياسيات في البلاد من خوض المعركة الانتخابية المقبلة. التقرير التالي يلقي الضوء على نشاطات البرنامج في هذا الإطار.
تبنت تونس في الأشهر الماضية قانونا جديدا للانتخابات تتضمن مبدأ المناصفة في القوائم الانتخابية. مما يعني أن كل القوائم الانتخابية ستحتوي على عدد نساء وعدد رجال متساوٍ.
لكن مع الأسف، عندما وضعت الأحزاب السياسية التونسية قوائمها الانتخابية لم تنعكس فيها هذه الصورة، وفقا لما جاء على لسان سولاف قيسوم، من مكتب برنامج الأمم المتحدة في القاهرة والمنتدبة إلى تونس للأشراف على برنامج دعم النساء السياسيات في تونس في إطار الانتخابات المقبلة:
“للأسف الشديد عندما ضبطت الاحزاب السياسية قوائمها الانتخابية لم نرى إلا حوالي خمسة بالمئة من النساء على رأس القوائم. وأمام العدد الكبير للقاوئم الانتخابية في كل دائرة انتخابية، تخوفنا الكبير هو من تشتت الأصوات. وبالتالي فإن المحظوظون الذين سيفوزون بمقعد في المجلس القادم، المحظوظ الأول سيكون من هو على رأس القائمة ومن ثم سيكون رجل. هذا التخوف الوحيد، لكن أعتقد أن المبدأ الذي ضبطته تونس في القانون الانتخابي، يجب أن يتقوى وأن يكون مدعوما بتدابير أخرى يجب التفكير فيها بعد الانتخابات.”
وتقول قيسوم إن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يقوم بنشاطات عدة في مجال دعم ومساعدة النساء السياسيات، من بينها دعم وتكوين ما لا يقل عن مئة وسبع مرشحات للمجلس التأسيسي، وتنظيم ما لا يقل عن ثماني ورشات مرتكزة حول تقنيات الحملة الانتخابية من ناحية الاتصال والتواصل مع الناخبين، والتخطيط الاستراتيجي للحملة الانتخابية والتنظيم الانتخابي خلال الحملة. سولاف قيسوم:
“لقد تم دعم المرشحات للانتخابات بمثل هذه المعرفة وبمثل هذا النوع من التكوين حتى يتمكن من خوض حملة انتخابية ناجحة. كما تم أيضا دعمنهن من ناحية الاتصال والحديث أمام الجمهور حيث تمكنا من تكوين خمس وعشرين امرأة على رأس قائمة انتخابية في مجال الاتصال والحديث أمام الجمهور.”
وتعرف تونس، هذا البلد الصغير، الواقع في منطقة شمال أفريقيا، بمقاربتها المختلفة لحقوق المرأة منذ عهد الرئيس بورقيبة. فتونس الخضراء تفخر بتراثها العربي والإسلامي والشرق أوسطي وبالتزامها بقيم الاعتدال والتعددية والتسامح الديني والمساواة بين الجنسين…
ولكن هل ستعكس نتائج الانتخابات المقبلة مكاسب المرأة التونسية؟ وهل هناك تخوف على وجود ومشاركة النساء في الحياة العامة؟